كاظم الساهر .. احذرْ السقوط من اعين العراقيين وقلوبهم !

محمد الشجيري

طفت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لحفل اقامه احد الفاسدين من الذين يعج بهم عراق اليوم في العاصمة بيروت وحجم التكاليف التي انفقت عليه والمصيبةالكبرى ان الصور المنقولة لهذا الحفل ابرزت لنا احياء الفنان كاظم الساهر لاحدى فقراته.

كاظم الساهر ذلك النجم العراقي الكبير بفنه الراقي وانجازاته الفنية العظيمة والتي صنعت منه نجما لامعاً حتى امسى لنا رمزا في زمن عزّت فيه الرموز التي يتباهى بها العراقيون وتعوض خسارة وطن كان كبيرا في رموزه وعلى كافة المستويات خصوصا الفنية والثقافية والادبية والرياضية رموزاً نحتت اسماءها نحتاً في الصخر وبذلت جهودا عظيمة وتحملت كل العذابات والالام في سبيل تقديم فناً راقياً كبيرا وذات رسالة انسانية عظيمة في مداها ومغزاها واهدافها ولم تتنازل عن مبادئها ولا اخلاقياتها ولم تتراجع عما امنت به من اجل نزوة هنا او رغبة هناك ومن اجل دنيا فانية او مال زائل فكانت وما زالت نجوم تتلألأ في سماء العراق العظيم فعندما نذكر ناظم الغزالي وعندما نذكر الجواهري وعندما نذكر زهاء حديد وعندما نذكر بدري حسون فريد وعندما نذكر يوسف العاني وعندما نذكر خليل شوقي وعندما نذكر عمو بابا وعندما نذكر مؤيد البدري وكثيرون فاننا نحتفي بهم رموزا عظيمة مُلكاً للعراق وفخراً للعراقيين.

للاسف الشديد ونحن في زمن نحارب الفساد حربا كبيرة لا هوادة فيها ونشحذ اقلامنا ليل نهار متحدين جميعا على اختلاف مستوياتنا وقدراتنا وتوجهاتنا الفكرية والعلمية ومتفقين على ان هذا الفساد وهذا التعدي على المال العام والذي نتائجه امست واضحة وظاهرة للعيان على ابناء شعبنا من معاناة قل مثيلها .. يأتي ممن نحسبه على تيار الوطن والوطنية .. وهو يدعم الفاسدين ويعضد السارقين ويشد على ايديهم بعلم او بدون علم وبقصد او من غير قصد ومنهم الفنان (( كاظم الساهر )) والذي امسى عراباً لحفلات الفاسدين سارقي اموال الفقراء والجياع في دول الجوار الحاضنة لهذا الفساد وعواصمها عمّان ودبي واخرها بيروت، انها طعنة في الظهر يا .. كاظم .. انها طعنة في الصميم يا .. كاظم .. وانت كنت دائما حاملا لواء معاناة هؤلاء الناس في زمن الحصار الظالم ( العقوبات الدولية على العراق ) عندما كنت تشدو وتعبر عن هذه المعاناة في كل المهرجانات والمحافل الدولية.

لست مدفوعا من احد يا مطربنا الكبير ولست مغتاضا من نجاحاتك يا ابو وسام ولكننا اثرنا ان نحارب الفساد والفاسدين اينما حلوا وارتحلوا وبما استطعنا وانعم الله علينا من قوة بالكلمة والفعل والعمل وان نجعل من الفساد عاراً يلاحق الفاسدين وان نقاطعهم ونعزلهم اجتماعياً ولا نتعامل او نتواصل معهم حتى لو كانوا من اقرب الناس لنا حتى يعودوا الى رشدهم وصوابهم ويتذكروا انهم كانوا وما زالوا السبب في خراب وطنٍ جميل كالعراق والسبب في ضياع فرصة كبيرة ونادرة لبناء العراق ووضعه على سكة النهوض والتقدم والازدهار.

فنان بنجوميتك ورمزيتك بالنسبة للعراقيين يا كاظم الساهر يفترض به ان يحسب لكل خطوة حساب وان يتضامن مع شعبه واهله في كل الاوقات وكافة الظروف ولا تأخذه في الله لومة لائم وان لا يحسب حساب لهذه الحثالات التي استحلت السحت الحرام واستطابت معاناة العراقيين والدعس على مشاعرهم والآمهم دونما اي رادع ووازع من ضمير فهل نحن امام اكثر من ( عدي صدام حسين ) جديد اخذت الساحة تعج بهم ؟

اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here