تيار الحكمة والخيارات الصعبة !!؟

أعلن يوم السبت عن تأسيس تيار الحكمة برئاسة السيد عمار الحكيم ، ويأتي هذا الإعلان بعد إعلان خروج الأخير من المجلس الأعلى الإسلامي ، حيث تمت عملية الانفصال بانسيابية عاليه ، لم تعهدها الأحزاب والتيارات الإسلامية ، فعدها المتابعون خطوة إيجابية باتجاه التغير في المشهد السياسي ، والسعي إلى تبديل صوره التحالفات القادمة وبما يحقق الخروج من وحدة الصف الشيعي إلى الصف الوطني وبما يحقق الصورة المتكاملة للمشهد السياسي ، كما أنه يمثل الخطوة الثانية نحو تحقيق حكومة الأغلبية السياسية وولادة المعارضة السياسية ، وهذا بحد ذاته يمثل مشهد سياسي متميز يمكن أن يجعل العملية السياسية ترتكز أركانها وتثبت بنيانها ، وربما هناك من يعتقد أن هذه الخطوة تمثل أثراءاً سياسياً ، ويكون مكسب كما يراه المراقبون ، فان مثل هذه الخطوة يمكن لها أن تكون اللبنة الأولى في التأسيس لتيار سياسي جديد في البلاد ، وبما يحقق طفرة نوعيه باتجاه الديمقراطية ، الأمر الذي يجعلنا أمام متغيرات جديدة ستشهدها الساحة السياسية تتمثل بالانتخابات القادمة ، والذي يعتبر نقطة الانطلاق نحو مشهد سياسي جديد من جانب ، وبناء تحالفات جديدة .

الحكيم وتياره الجديد بدأ بخطوات صعبة في خروجه من المجلس الأعلى ، وهذا يعتبر بحد ذاته بناء من الأساس ، وإعداد هيكل تنظيمي جديد وإعداد كوادر وقيادات جديدة بما تتلاءم والمرحلة القادمة ، كما انه وفي نفس الوقت يمثل تحديا في إثبات الوجود ، والاستعداد لخوض الانتخابات القادمة بتحالفات جديدة ورؤى جديدة ، الأمر الذي دعا جميع الأنظار نحوه حركة تيار الحكمة وقيادته الثابتة ، وخطوات عملها السياسي المستقبلي .

الحكيم أستطاع من تخطي العراقيل والضغوطات السياسية جميعها ، إلى جانب الضغوط الإقليمية والسعي الجاد من تغيير لون المشهد السياسي عبر ضخ دماء جديدة للمشهد السياسي ، الأمر الذي تابعته القوى السياسية بجدية في هذا التحول السياسي اللافت ، الذي لا يمكن للقوى السياسية أن تعمل بكل ما تملك من قواعد جماهيرية في هذا التحول ، الأمر الذي يجعل المشهد القادم محتدم ولافت ، كما أن الحركة السياسية للحكيم لم تتأثر بأي متغير على الأرض ، فنتابع الزيارات واللقاءات التي يقوم بها الأخير في مكتبه ، ولقاءه جميع القوى السياسية سواءً على الصعيد المحلي أو الإقليمي والدولي .

أعتقد وكما يرى العديد من المراقبين ، أن التيار الشبابي الجديد ، لم يتكأ على مفاهيم الإرث أو النسب أو الشخصيات ، أو الرموز ، بل تعداه ليكون تياراً يثبت وجوده من خلال عمله ، ومن خلال علاقته بالجمهور ، والتي أعتقد انه في اختبار حقيقي في طريقة تعاطيه مع الجمهور ، ونزوله إلى الشارع ليثبت الحكيم وتياره الشعارات التي أطلقها سابقاً أو يطلقها وهو مقبل على المشاركة في الانتخابات القادمة ، والتمسك بشعاره ” خدمة المواطن شرف لنا ” .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here