2018 عام الاحداث القادمة المجهولة

يوسف رشيد الزهيري
على مشارف انتهاء عام أخر من أعوام الحزن والازمات والاضطرابات والحروب التي تشهدها المنطقة العربية واستقبال العام 2018 بالمفرقعات الصوتية والعيارات النارية والاحتفالات الصاخبة فلا يزال العام القادم أيامه لا أحد يستطيع ان يتكهن بما تخفيه في دهاليزها ودهاليز الصهيونية الاميركية المظلمة لكن بلا شك انه العام المحفوف بالمخاطر والمجهول كونه استقبل كل مشكلات العام 2017 بلا حلول جذرية مشكلات معقدة وكبيرة ومصيرية فبالرغم من احراز النصر العراقي الكبير على فلول داعش إلا إنه خلف فوضى غير مسبوقة منذ عقود، عام شهدت فيه المنطقة احداث دامية وهزة ارضية غير مألوفة وصراعات مفتوحة ومدن مدمرة بحاجة الى تأهيل واعادة نازحين واقتصاد محطم ونقص في الخدمات على كل الأصعدة، كما شهد محاولة انفصال اقليم كردستان وتداعياته وحالة الانقسام الداخلي في البيت الكردي والتظاهرات والاحتجاجات ضد القيادة الكردية وعلى مستوى القوى الداخلية وعلى مستوى الدول المتجاورة، وفيه سيشهد الانتخابات البرلمانية القادمة للاحزاب العراقية والتي ستشهد تنافسا كبيرا في ظل خارطة سياسية جديدة انشئتها الاحزاب والاحداث المتلاحقة ،وتعتبر البؤرة التي نعيش فيها المنطقة العربية او الشرق الاوسط الاكثر سخونة وتوترا سياسيا في الكوكب ، هي الأكثر سخونة واضطرابا بين دول العالم، إذا تحولت بلادنا إلى ساحة حرب وتصفية حسابات دولية واقليمية وبقينالا نملك قدرة التأثير أو القرار، وإنما ننتظر دائما ما يخططه الآخرون من شرور واحداث وفتن ومشكلات
ومع النهاية المفتوحة لكل الأزمات التي شهدها العام 2017 فإننا ندخل إلى العام 2018 مع ترقب لمزيد من الأزمات والفوضى، لأن معظم الأزمات الحالية لا يلوح لها حلول في الأفق، فهناك تصدع كبيرفي العلاقات الدولية، لاسيما بين الولايات المتحدة، واتباعهم من دول الخليج العربي والحلف الغربي الذي تقوده، وكل من روسيا والصين ، وهذا ينعكس على الدول التي تدور في فلك هاتين القوتين، امام تفرج العالم على المشهد الماساوي للمنطقة وهي عاجزة عن الوقوف او ايقاف حالة التدهور الانساني ورغم أن روسيا هي التي تأخذ زمام المواجهة العسكرية، والتحدي مع الولايات المتحدة، إلا أن الصين التي تكتفي بأنها مصنع العالم، وأن كل ارتباطاتها بالآخرين تقوم على المصالح الاقتصادية والتجارية، إلا أن قوتها العسكرية في تضاعف، وازدياد مستمر، وأصبحت تتجاوز التقليد، في تصنيع السلاح، إلى التفرد فيه والسيطرة على طرق التصدير
ولا يزال العراق وبعض دول المنطقة تحت انياب الوحوش ومخططات الدول الكبرى والاقليمية نتيجة التجاذبات السياسية والطائفية والقومية وتضارب المصالح والمكاسب والسيطرة والنفوذ فقد شهدت العلاقة بين الدولة والمجتمع وفئاته واحزابه السياسية حالة من عدم التوافق في العديد من القضايا والمواقف نتيجة التضارب حول المصالح والمكاسب فيما بينهما، والتي انعكست بشكل سلبي على سيادة الدولة الوطنية من خلال المطالب المتنامية والتظاهرات العارمة ضد ظاهرة الاستبداد السياسي والفساد في مفاصل الدولة بالانفصال وتردي الخدمات وتداعيات الحرب على داعش وما خلفته من دمار وتخريب وتهجير قسري وتدمير في الممتلكات والبنى التحتية والتي لا تختلف كثيرا من حيث الوضع في سوريا وما تشهده من حرب داخلية وصراعات دامية واعمال تخريب وتدمير وتهجير وفشل المساعي والجهود في اخماد حدة التوتر والحرب
بينما شهد اليمن موجات لتصعيد عسكري بين الحوثيين والقوات المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، مع الاستمرار في تعثر مساعي الحلول السلمية. واخر ما شهدته مقتل علي صالح في مشهد وسيناريو دامي من الاحداث المتصاعدة في اليمن ،وفي ليبيا، تعثرت جهود المبعوث الاممي في حل الخلافات الداخلية حيث لا تزال ليبيا على كف عفريت وسط صراعات مرتقبة نتيجة الصراعات الداخلية على السلطة
اما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فعلى الرغم من تمسك ترامب بما عُرف بـ”صفقة القرن”، إلا أن القضية شهدت تحولا نوعيا بعد قرار ترامب الأخير بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس، وما شهدته المنطقة من احتجاجات وتوترات مضادة إقليميا ودوليا.
وشهد النصف الثاني من عام 2017 تصاعدًا لوتيرة أعمال العنف في الصومال، وتنامي القوى الإرهابية في ظل التوترات الداخلية المتلاحقة، جراء الحروب المستمرة منذ عقود. اما على الصعيد اللبناني فلا تزال العقبات والمشكلات السياسية في مواجهة لبنان وحزب الله وخاصة بعد التصريحات الاخيرة للولايات المتحدة ومحاولات تصنيفه ضمن التنظيمات الإرهابية
شهد أيضا، العام بروز أزمة مقاطعة الرباعية العربية ( مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين) لقطر في يونيو 2017، اعتراضا على سياسات الدوحة في تمويل الإرهاب والتدخل في الشئون الداخلية للدول. كما تصاعد خلال هذا العام “حراك الريف” بالمغرب ومطالبهم بتحقيق التنمية في المنطقة، وما نتج عن ذلك من إعادة هيكلة للنسق الحكومى، دون إحداث تغيير جذرى لأجندة الحراك.
فإن أزمات الشرق الأوسط بما فيها حرب اليمن وسوريا وليبيا والعراق، والقرار السعودي الإماراتي بحصار قطر، كلها أزمات لا يبدو لها حل في الأفق، مع تصرفات وسلوكيات سياسية وعدائية وانتقامية من شتى الاطراف من اجل النفوذ والسيطرة والحكم ومن المفترض كعامل سياسي واخلاقي من المفترض ان يعملون من أجل مصالح الشعوب ، لا من أجل بؤسهم، وخرابهم وشقاؤهم. بينما تواصل اغلب الحكومات السياسية في الوطن العربي سياسة الدكتاتورية واحتكار السلطة والاستحواذ على القرار السياسي رغم المحاولات والجهود الشعبية الضعيفة لمحاولة التغيير والاصلاح والتي بانت الشعوب العربية اليوم في تخوف من مخاطر التغيير نتيجة ما حدثت من احداث سوداء من جراء الربيع العربي والذي بات ان يكون حلما وامنية لكل مواطن عربي لينال حريته والعدالة والرفاهية في وطن لا يحمل فيه سوى جواز سفر ممنوع فيه ان تحتويه او تأويه دولة خارجية لأنه عربي متهم إرهابي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here