أنا اتمنى سقوط النظام الإيراني كموقف مبدئي

أنا اتمنى سقوط النظام الإيراني كموقف مبدئي
ولكن …….
بطبيعة الحال انا ممن يتمنون سقوط النظام الإيراني الثيوقراطي القمعي اليوم و ليس غدا ، لكونه ومنذ قيامه ، شكّل ولا زال خطرا سياسيا حقيقيا ليس فقط بالنسبة للعراق و إنما لباقي دول المنطقة ، من حيث انتشار التطرف الإسلامي و كذلك الإرهاب الوهابي بطرفيه ــ السني و الشيعي على حد سواء ، سيما الإرهاب السلفي المدعوم من قبل النظام الإيراني و الإرهاب الوهابي المدعوم من قبل النظام السعودي القمعي ..
إذ قبل قيام النظام الإيراني ما كان المد الإسلامي المتطرف بذراعه الإرهابي منتشرا أو حتى موجودا بهذا الزخم والكثافة والشراسة الحالية ، و كذلك كان دور النظام السعودي نفسه محجما ومهمشا في المنطقة إلى أقصى حد ..
أقول أنا مع سقوط هذا النظام ، طبعا ، كموقف مبدئي ثابت و دائم من جميع الأنظمة الشمولية والقمعية الباطشة سواء كانت ” علمانية ” أو دينية ، ولكنني أظن في الوقت نفسه بأنه من الصعب جدا ، إسقاط النظام الإيراني في الوقت الحالي ، و ذلك لوجود ” الحرس الثوري ” بأعداده الجرارة و المدججة ، قبل أي شيء آخر ، وبعض من قواعد جماهيرية منتفعة ، زائدا المليشيات العراقية التابعة لإيران علنا و بصراحة واضحة ، هذا دون أن نذكر حزب الله اللبناني ذلك الذراع الإيراني الطويل جدا و الضارب يمينا و يسارا حسب المصالح و الأجندة الإيرانية في المنطقة ..
إذ يمكن بكل بساطة الاستعانة بكل هذه المليشيات المسلحة و المدججة بكل أنواع الأسلحة ، وذلك عندما تقتضي الضرورة المتجسدة بالمصلحة الأمنية للنظام الإيراني كمسألة بقاء و وجود ، فالنظام الإيراني نفسه قد أحبط مانعا سقوط النظام السوري الذي كان مهددا بالسقوط فعلا ، بعد تطويق دمشق من معظم الأطراف والجهات من قبل المعارضة ” المعتدلة ” و الإرهابية المسلحة، فبدون تدخل إيراني و روسي كان النظام السوري منهارا منذ فترة طويلة ..
إذن : فليس من المعقول أن يترك النظام الإيراني نفسه ينهار و يسقط بكل بساطة و بين ليلة و ضحاها مع كل صواريخه وبوارجه وطائراته العسكرية وهوالذي أنقذ النظام السوري من السقوط والانهيار ..
بينما النظام الإيراني مستعد ليُبيد نصف الشعب الإيراني لكي يضمن بقاء في السلطة إلى أطول مدة ممكنة ..
لهذا …………
فالحقائق الموجودة على أرض الواقع شيء ..
و التمني و الإحلام شيء آخر .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here