إيران تطلق التظاهرات الموالية وترامب يعد بالدعم في الوقت المناسب

إردوغان يشاطر روحاني موقفه من التطورات وقائد الحرس يعلن نهاية الفتنة

طهران-  باريس

 تجمع عشرات الآلاف من الاشخاص في عدد من المدن الايرانية الاربعاء للتعبير عن دعمهم للنظام وادانة «الاضطرابات» التي شهدتها ايران منذ حوالى اسبوع والتي تخللتها اعمال عنف دامية. وشوهد في التظاهرات نسبة عالية من رجال الدين وعناصر الباسيج  وطلبة المدارس الدينية. فيما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الشعب الإيراني بتوفير الدعم له «عندما يحين الوقت» من دون توضيح ما يعنيه بذلك. وكتب ترامب في تغريدة صباحية «كل الاحترام للإيرانيين في الوقت الذي يحاولون فيه استعادة زمام الحكم الفاسد. ستحصلون على دعم كبير من الولايات المتحدة عندما يحين الوقت».وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري أعلن فيبيان أصدره هزيمة الفتنة وإحباط مؤامرة الأعداء، وقال: «لقد أعطت أمريكا، الكيان الصهيوني وآل سعود أمرا لداعش بالدخول الى إيران، وقد دخلت بعض المجموعات من أجل تنفيذ عمليات التفجير والتخريب. لكن هذا التنظيم الارهابي هو تحت المراقبة الكاملة اليوم وإنكانت مجموعات هذا التنظيم الواهن تمتلك القدرة اليوم فلتعبر حدود الجمهورية الإسلامية الايرانية».

وشهدت طهران ليلة هادئة بعد التظاهرات الاحتجاجية خلال الايام السابقة التي تم خلالها توقيف حوالى 450 شخصا، بحسب الاعلام الرسمي. ورفع المتظاهرون لافتات تدين «مثيري الشغب»، ورددوا هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، وأخرى من بينها «الموت لاميركا» و»الموت لاسرائيل» و»الموت للمنافقين»، في إشارة الى حركة مجاهدي خلق التي تتهمها السلطات الايرانية بتأجيج أعمال العنف. وبث التلفزيون الحكومي لقطات مباشرة لمسيرات خصوصا في الاحواز (جنوب غرب) واراك (وسط) وايلام (غرب) وكرمنشاه (غرب) وغرغان (غرب). وهتف بعض المتظاهرين «بالدم، بالروح، نفديك مرشدنا»، ورفع كثيرون الاعلام الايرانية. وتشهد ايران منذ ايام تظاهرات احتجاج على الصعوبات الاقتصادية وضد السلطة. وقتل 21 شخصا على الاقل في اعمال عنف منذ بداية هذه الاحتجاجات في 28 كانون الاول/ديسمبر في مشهد (شمال شرق).

وصرح  الرئيس الايراني حسن روحاني في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء انه يأمل بان تنتهي التظاهرات التي تهز ايران منذ الاسبوع الماضي «خلال ايام»، كما اعلنت الرئاسة التركية في بيان. وقالت الرئاسة التركية ان اردوغان اكد في هذا الاتصال الهاتفي ضرورة حماية «السلم والاستقرار» في المجتمع الايراني، وانه يشاطر نظيره الايراني رأيه بان الحق في التظاهر يجب الا يؤدي الى «انتهاكات لقانون». وتأتي هذه التظاهرات صباح الاربعاء بعد ليلة هادئة في طهران التي شهدت تظاهرات صغيرة في الليالي الثلاث الماضية، كما ذكرت وسائل الاعلام ومسؤولون. وقتل 21 شخصا بينهم 16 متظاهرا منذ أن انطلقت التظاهرات في 28 كانون الاول/ديسمبر في مشهد (شمال شرق)، ثاني مدن إيران، قبل أن تنتشر سريعا وتمتد إلى جميع أنحاء البلاد. ويحتج المتظاهرون على الضائقة الاقتصادية وسياسات حكومة الرئيس حسن روحاني المتقشفة. وأعلنت السلطات توقيف عدد من «مثيري» الاضطرابات في مناطق مختلفة. وتفيد أرقام نشرتها السلطات ان 450 شخصا أوقفوا في طهران منذ مساء السبت ومئات آخرين في المحافظات الاخرى.

– «اجتماع طارىء» –

ومنذ انطلاقها، لم يتوقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن إعلان تأييده للمتظاهرين، وانتقاد السلطات، وصولا الى وصف النظام ب»الوحشي والفاسد». وتعمل واشنطن على استغلال التطورات لزيادة الضغط على الجمهورية الاسلامية. وطلبت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء عقد «اجتماعات طارئة لمجلس الامن في نيويورك ومجلس حقوق الانسان في جنيف» لبحث التطورات في ايران و»الحرية» التي يطالب بها الشعب الايراني. واضافت هايلي «علينا الا نبقى صامتين. الشعب الايراني يطالب بحريته»، من دون ان تحدد مواعيد لهذه الاجتماعات. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز الثلاثاء ان النظام الايراني «يصرف ثروات بلاده على الانشطة والارهاب في الخارج، بدلا من تأمين الرخاء في الداخل». واضافت ان «اسعار السلع الاساسية والنفط ترتفع، فيما الحرس الثوري تصرف ثروات البلاد على المجموعات المقاتلة الاجنبية يجمع ثروة على الطريق». واتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء «أعداء» إيران بالتآمر ضد الجمهورية الاسلامية. وكان الرئيس الايراني حسن روحاني اتهم «أقلية صغيرة» بإثارة الاضطرابات، مشيرا الى أن «أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب».

وكانت مجموعة الاصلاحيين الرئيسية في ايران برئاسة الرئيس الاسبق محمد خاتمي نددت الثلاثاء باعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات في الايام الاخيرة وبـ»الخداع الكبير» الذي تمارسه الولايات المتحدة عبر اعلان تأييدها التظاهرات. في شوارع طهران، عبر عدد من المواطنين عن تفهمهم للاسباب الاقتصادية والاجتماعية الكامنة وراء الاحتجاجات غير المسبوقة منذ 2009، في وقت ترتفع نسبة البطالة بين الشباب الى 40 في المئة، لكنهم شجبوا بقوة اعمال العنف. وقالت سكينة عيدي وهي صيدلانية في السابعة والثلاثين ان «الشريحة الاكثر فقرا تعاني من ضغط كبير، لكنني لا اعتقد ان هذه الاحداث ستتواصل». واضافت «حتى الذين نهبوا وأحرقوا ممتلكات عامة (…) يعرفون ان انعدام الأمن في البلاد لا يصبّ في مصلحة أحد». وقالت سوريا سعدات (54 عاما) إنها لا توافق على مقولة إن هناك جهات أجنبية وراء الاضطرابات، مضيفة «الناس وصلوا الى نقطة لم يعودوا قادرين فيها على تحمّل ضغط السلطات، فخرجوا الى الشارع». وكان الانتشار الامني أقل ظهورا الاربعاء في طهران. واعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الايراني حسن روحاني خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء «قلقه» حيال «عدد الضحايا على خلفية تظاهرات» الايام الاخيرة في ايران، داعيا الى «ضبط النفس والتهدئة». وفي خضم الاحداث الجارية في ايران، أعلن الاليزيه إرجاء زيارة كان مقررا ان يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لطهران نهاية الاسبوع، الى موعد لاحق. وكان يفترض أن يحضّر لودريان لزيارة لماكرون ستكون الاولى لرئيس فرنسي الى ايران منذ عقود.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here