في وطني ٨

في وطني ٨

حلمي وطن واحد لكل البشر

في وطني

أحرقوا قريتي

وسلبوا ونهبوا

أرضي وبيتي وذكرياتي

ورأيتُ أنواع المِحَن

فأصبحت لاجئاً

في شمال الوطن

أرادوا أن يدفنوني

من دون كفن

ولم يعتريني الوهن

فأطلقتُ صيحَةً

عابرة للحدود

مزقت الكفن

فلم تعدِ الأسلاك

تمنعني بأن أحلُمَ بالحُريةِ

ولا الحُرّاسُ

ولا أزلامهم

من أبناء الوطن

فتناثرَت كل الحدود

مُزِقَتِ القيود

ولم تعد قادرة على كبح

جماح ثائرٍ

من أجل غَدِ الإنسانِ

وألف لا لمن يُتاجر بالوطن

في المُخَيَّمِ

كُلُ شيءٍ كان قحطاً

إلّا مُكبراتِ الصوتِ

فَنَعَقَ غُرابُ البينِ

ومن أبناءِ الوطن

وطنٌ يا وطن

وقال حلمكم ممنوعٌ

فالحُريةُ خطٌ أحمر

شِئتُم أم أبيتُم

ستموتون في هذه الحظيرةِ

من الحسرات والشجن

وجاءتِ الرياحُ

بِما لا تَشتهي السَفَنْ

وعبرنا الحدود والمحيطات

آه يا زَمَنْ

فهنا أخسرُ كل ما أملك

أطفالي

فأصبحَ كلَ أطفالِ الدنيا

أطفالي وكل بُقعَةٍ

في هذا الكونِ

بالنسبة لي وطن

وطنٌ وطن ٠٠

شيرزاد زين العابدين

03/01/2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here