إِهانَةٌ وَهَزيمَةٌ دَولِيَّةٌ تَستَحِقَّها!

لِفَضائِيَّة [العالَم] في برنامجِ [بانُوراما] عِبر الهاتَف؛
نـــــــــزار حيدر
١/ لقد كانت واشنطن بحاجةٍ لمثلِ هذه الاهانة والهزيمة الدوليَّة التي تعرَّضت لها اللَّيلة في مجلس الأَمن الدَّولي! لتزيدَ من عُزلتها ولتنتبهَ للحقائقِ الجديدة التي باتت تحكُم العلاقات الدوليَّة، والتي منها؛
أَلف؛ لم يعُد بامكانِها التصرُّف كيف تشاء بالمنظَّمة الدوليَّة بذريعة حجم مشاركتِها الماليَّة!.
باء؛ لم يعُد بامكانِها تسخير المنظَّمة الدوليَّة لخدمة أَجنداتها الخاصَّة بعيداً عن مصالح بقيَّة الفُرقاء خاصَّةً الأَعضاء الدَّائمين في مجلس الأَمن! الذين بدأُوا يشعرون أَنَّ سياساتها باتت تُهدِّد السِّلم العالمي!.
جيم؛ لم يعُد بامكانِها تسخير المنظَّمة الدوليَّة لتضليلِ الرَّأي العام فستجد مَن يقف بوجهِها ويفضحَها من الدُّول دائمة العضويَّة التي ستُسمعها كلاماً قويّاً وخشناً كما فعلت اللَّيلة كُلّاً من روسيا والصِّين وفرنسا على وجهِ التحديد.
٢/ لقد باتت واشنطن مصدر تهديد للسِّلم العالمي والدِّيمقراطية وحقوق الانسان في العالَم! من خلال وقوفِها إِلى جانب الأَنظمة الدِّيكتاتوريَّة الدمويَّة وعلى رأسِها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة على الرَّغمِ من كلِّ الجرائِم البشِعة التي يرتكبها في عدَّة مناطق ساخنة وعلى رأسها اليمن وسوريا وبسلاحٍ أَميركيٍّ فتّاك بالدَّرجة الأُولى وبغطائِها السِّياسي والديبلوماسي المُخجل!.
كذلك فانَّ موقفها المُخزي من ملفِّ القُدس وتهديدها للدُّول التي صوَّتت لصالح قرار هيئة الأُمم المُتَّحدة الأَخير، لهوَ دليلٌ صارخٌ على أَنَّها تسعى لفرضِ هيمنتها على الآخرين بكلِّ الطُّرق التعسفيَّة ناسيةً أَو مُتناسيةً أَنَّ المال الآن لم يعُد كلَّ شَيْءٍ فضلاً عن أَنَّ غيرها كذلك يملكهُ ويمكنهُ أَن يوظِّفهُ لتحقيقِ أَجنداتهِ السياسيَّة ومُعاكستِها!.
٣/ لقد فضحت جلسة مجلس الأَمن الدَّولي اللَّيلة إِزدواجيَّة واشنطن ونفاقها إِزاء قضايا الشُّعوب والدُّول الأَعضاء في المنظَّمة الدَّوليَّة! فبالأَمسِ القريب إِستخدمت حقِّ النَّقض [الفيتو] ضدَّ إِرادة المُجتمع الدَّولي واليوم حاولت فرض إِرادتها على المُجتمع الدَّولي وفِي كِلا الحالتَين فشلت فشلاً ذريعاً وانهزمت هزيمةً نكراء.
٤/ كان العالَم كلَّهُ بحاجةٍ لمثلِ هذا الاجتماع لمجلسِ الأَمن ليعرفَ بأَنَّ واشنطن لم تعُد اللّاعب الأَقوى في السَّاحة الدَّوليَّة ولَم يعُد بامكانِها أَن تتحدَّث كما تريدُ وكيفَ تريدُ ومتى ما تريدُ؟!.
٥/ لقد فقدت اللَّيلة واشنطن مبرِّرات عضويَّتها الدائمة في مجلس الأَمن الدَّولي! عندما فضح بقيَّة الأَعضاء أَساليبها المُلتوية ووسائلها غير القانونيَّة وغير الديمقراطيَّة!.
بالاضافةِ إِلى أَنَّها غفلت أَو تغافلت عن ميثاق المنظَّمة الدوليَّة عندما سعت لحشرِها في قضيَّةٍ لا علاقةَ لمجلس الأَمن بها لا من قريبٍ ولا مِن بعيدٍ!.
لقد دفعها حقدها الأَسود على قضايا الشُّعوب الحُرَّة لأَن تتغافل عن الحقائق عسى ولعلَّ تنجح في إِستغلال الآخرين بعد إِستغفالهم! فجاءَ الجوابُ صادِماً منهُم وبالإِجماع!.
٦/ لأَوَّل مرَّة يجتمع مجلس الأَمن الدَّولي بطلبٍ من القُوَّة العُظمى الوحيدة [سابقاً] وأَقصد بها الولايات المتَّحدة، من دونِ أَن يصدرَ عَنْهُ أَيَّ شَيْءٍ!.
لقد مسحت مندوبة ترامب يدها بالحائط قبل أَن تُغادر مبنى الأُمم المتَّحدة!.
إِنَّهُ الفشل العالمي والدَّولي الذي مُنيت به الْيَوْم واشنطن بسبب سياساتِها الرَّعناء ومواقفها المُخجلة!.
٧/ وعندما تتزامن هذه الهزيمة والفضيحة الدوليَّة مع صدور كتاب [مايكل وولف] الذي كشفَ عن خفايا ما أَسماهُ بـ [بيت ترامب الأَبيض] فلذلك معنىً مُدَوٍّ!.
٥ كانُون أَلثَّاني ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here