الميزانية العامة والانتخابات والرضاعة مع ابليس

جواد الماجدي
حين تكون نوايا او تصرفات شخص او اشخاص شيطانية، او ملتوية كحيل، ومكر الثعلب، يطلق على الجماعة او يصفونهم بالرضاعة مع ابليس، وهو مثل عربي عراقي شهير.
اليوم؛ نجد ان اغلب الكتل المتصدية للعمل السياسي في العراق، كأنهم شاربين الماء مع ابليس بقدح واحد، او قد يكونوا هم من الشرب القدح، تاركين لإبليس اللعين القليل القليل منه( الجعبية) نظرا لقراراتهم، و تصرفاتهم المزدوجة في السر، والعلن، كأنهم يقولون للشعب العراقي نحن نعمل ذلك رغم انفكم، والشعب المخدوع ينادي (بالروح بالدم نفديك ياهو الجان).
الانتخابات البرلمانية كما نص عليها الدستور تجري كل اربعة سنوات، اما الميزانية العمومية فيجب ان تقر قبل السنة المالية الجديدة، وبعد تقديم الحسابات الختامية للوزارات، والهيئات غير المرتبطة بوزارة.
قبل عامان او ثلاثة تقريبا، تم اقرار الموازنة العامة بامتناع الكتل الكردية عن الحضور، وحتى بعض الكتل التي يطلق عليها السنية، ماذا حدث؟ لاشي فالقافلة سارت، والكلاب عوت واستمرت المسيرة.
من المسؤول عن تأخير اقرار الموازنة؟ قد يكون المسؤول الاول، والاخير هو التحالف الوطني! الذي لم يعرف التحالف الا بالاسم، فهو متفرق دائما، وكل يجر القرص لرغيفه، قد يقول قائل كيف؟ اقول ان للتحالف الوطني 183 نائبا تقريبا، اذا اضفنا بعض الافراد من الكتل الاخرى، الذين لا يريدون لعجلة العراق ان تتوقف، يكون باستطاعتهم اقرار الميزانية بأريحية كبيرة، ولتنعق الغربان وتنبح الكلاب( اجلكم الخالق).
لماذا تأخر اقرار الميزانية؟ سؤال مهم يطرحه كل من له اهتمام بالشأن العراقي، هل هي مصالح وطنية؟ ام مصالح حزبية فئوية؟ ام هي مصالح وحسابات انتخابية؟.
من اهم الاسباب التي تتعلق بتأخير الموازنة هي الانتخابات، كلما تأخر اقرار الميزانية تأخرت الانتخابات، بعلاقة طردية لتعذر استلام المفوضية لتخصيصاتها المالية، واقرار القوانين الخاصة بها، وهذا مايرغب بهمن يريد تأجيل الانتخابات في السر ويطالب بإقرارها بالموعد المقرر بالعلن.
لو تأملنا الوضع الراهن، والانتخابات القادمة، سنرى ان هناك احزابا، وكتلا سياسية فقدت بريقها الشعبي، او تأثيرها على السذج، وبعض طبقات المجتمع، لفقدانها الهيبة، والصفة الرسمية، والمال السياسي، وبروز احزاب، وحركات على الساحة متمثلة بالحشد الشعبي كبدر والعصائب وغيرها، وهذا من اكبر الاسباب في دعمهم، او مطالبتهم بتأجيل الانتخابات

Share

Tweet

Pin

Email

Share

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here