منظمة في إقليم كوردستان تُعنى بتوفير فرص عمل للأرامل والعوانس والجنس الثالث

تهدف منظمة (هيور) التي تأسست منذ أشهر قليلة إلى أن تصبح مكملاً للمهام غير المكتملة للمنظمات الحكومية وغير الحكومية الأخرى. وهدف هذه المنظمة يتمثل في دمج (الجنس الثالث، الأرامل، زوجات المفقودين والمطلقات، وكذلك العوانس من الجنسين) في المجتمع من خلال إيجاد فرص عمل لهم وتقديم العون المادي والمعنوي لهم.

يتحدث عبدالقهار حسين، المدرس ومدير منظمة هيور، عن سبب تأسيس المنظمة ويقول إن نظرة المجتمع غير الطبيعية لهؤلاء النسوة قد دفعته إلى تأسيس هذه المنظمة “لأن العوانس والأرامل والجنس الثالث يتعرضون للأذى النفسي في كوردستان وتستدعي الضرورة مصالحتهم مع المجتمع، لذا تقوم منظمتنا أولاً ومن خلال الندوات والمحاضرات بمصالحتهم مع المجتمع ونحاول تحسين حالاتهم النفسية”.

وحسب عبدالقهار، فإن كادر منظمتهم يتألف من متطوعين ذوي خبرة وعددهم سبعة من نساء ورجال، خبراء وباحثين وقانونيين.

400 شخص يسجلون لدى المنظمة

تأسست المنظمة في 19 أيلول 2017، وخلال أقل من أربعة أشهر، سجل أكثر من 400 شخص أسماءهم لديها، ويقول عبدالقهار حسين: “أغلب هؤلاء من النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن الأربعين، والرجال الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين سنة، فقد قمنا نحن بتحديد الأعمار بما فوق الأربعين للإناث وبما فوق الخمسين للذكور، لكننا لم نحدد أي عمر بالنسبة للجنس الثالث بالرغم من أننا لا نسأل هؤلاء أبداً عن جنسهم وهم أحرار في تحديد جنسهم عند التسجيل”.

وعن أهداف المنظمة، يقول عبدالقهار حسين: “لدينا الكثير من الأهداف، إلا أنّ تركيزنا منصبّ على هدفين رئيسين في الوقت الحالي: تحسين الحالة النفسية لهؤلاء الأشخاص وتوفير فرص عمل لهم”. وقال إنّه تم العثور على فرص عمل عديدة لأعضاء المنظمة في الشركات ومراكز التسوق.

ويتطرق رئيس المنظمة إلى الأهداف المستقبلية لهم، بالقول: “من بين المهام التي ننوي القيام بها في المستقبل، العمل على استصدار قانون إنساني من برلمان كوردستان يخلو من الشروط، فمثلاً هناك الكثير ممن يتقاضون راتباً شهرياً قدره تسعون ألف دينار ويُعتبرون موظفين ويُشترط أن لا تكون عندهم أية موارد مالية أخرى، ولهذا فقد خاطبنا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وأعضاء في البرلمان من المعنيين بهذا الموضوع، ومن دواعي الارتياح أنّهم أيّدوا الفكرة”.

وبخصوص تزويج الأرامل والعوانس والعثور على شركاء لهم من قبل المنظمة، قال عبدالقهار: “هناك رجال يقصدون المنظمة لغرض العثور على زوجات لهم، لكن هذا البرنامج لا نعمل عليه حالياً ولا نريد أن ينظر المجتمع إلينا نظرة خاطئة”.

جاله‌ جلال، ذات الخمسة وعشرين ربيعاً والتي تعمل محامية لدى المنظمة، تقول إن الذين يترددون على المنظمة ليسوا فقط ربات بيوت وعاطلين عن العمل بل يوجد من بينهم مَن يحمل شهادات عليا.

ولدى جاله‌ تجارب سابقة في العمل التطوعي، وتعمل الآن أربعة أيام أسبوعياً في المنظمة، وتقول: “أشعر بارتياح كبير عندما أعين هؤلاء الأشخاص وأرى في الاهتمام بمعاناتهم أكبر رأسمال يمكن أن أحصل عليه”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here