عندما يبقى (الحكيم) رقما !

علي هادي الركابي
عندما ندرس قادة العالم ؛ في كل زمان ومكان ؛ نجد العجب في اكثر الواقعات الما ؛ونجد الفظيع في اكثرها عندما يقف القائد امام حافة التحديات ؛ يعلن ان لا طريق الا الحقيقة والنصر ؛ ولا ملاذ الا عندما يكون التدوين للتاريخ بلغة تشبه لغة العمالقة ؛ فالقادة المنتصرون لا ينظرون الى صغائر الامور ولا ينظرون خلفهم؛ فهم لا يعرفون الا الشموخ ورفعة الرؤوس عالية ؛ وعندما يكرمون فانهم يعطون كل شيء نعم كل شيء ….واغلى ما يملكون .
عن اي شخص تتحدثون ؛ وعن اي قمة تهمسون ؛ انطروا اليه كما ينظر لكم ؛ سنيه الخمسون معكم؛ قضاها بتضحية قبلكم؛ واكثر مما ضحيتم حتى فاق التوقعات ؛ دمه ايها المتخندقون في خندق النفاق والدجل ؛ نثره اكثر من مرة ليزرع به الامل لبناء العراق يوما ما ؛ شارك العراقيين عزاءهم في كل الواقعات؛ تناثرت اشلاء اهله حتى توزعت بين الفرات ودجلة ؛ حتى النيل الازرق كان له حصة فيهم؛ فرواه مهدي بدمه فتحول النيل فراتا ايضا ؛ اما عرفتم يوما ان هؤلاء احفاد الحسين حقا ؛ وسبعينهم ؛ كسبعين جدهم ؛ تتناثر اشلاء لنصرة الوطن ؛ تبا لك من زمن ؛ وتبا لك من ومن ؛ لا تنصف خيارك من اراذلك ؛ ايها الغلمان يا غلمان التضحية والسياسية والوطن ؛ اما عرفتم وتذكرتم صولات باقرها ؛ عندما اختار اكثر بل اغلبكم اسما وهميا الا هو نطق وابرق لصدام اني محمد باقر الحكيم ؛ اقتل من اقتل من اهلي فسيفي؛ لا ينام في غمده الا يرتوي منك يوما .
اما تتذكرون صولاته الكبيرة في معارك بدر وغيرها فلم يقل انا وانا وانا ؟؟اذكركم…من حاج عمران الى كربلاء الخامسة والرابعة الى بنجوين وباش ماغ الى حلبجة الى……كان وحيدا في الميدان اغلبكم كان ينام في اشد برد قم القارص على تدفئة حتى الصباح .ايها الناكرون للجميل والعرفان ؛ من يستح من من ؟ احلفكم بكل شهيد سقط في الدفاع عن بيضة الاسلام يوما ما ؛ أهذا جزاء الاحسان؟ ؛ وهكذا يكرم الكرماء والمضحون ؟ومن يقيم من ؟!!!.
لنعود ونسال العالم اجمع ؛ نجد ان اسم الحكيم؛ هو الاسم الاول في المعادلة العراقية منذ سبعينيات القرن الماضي والى يومنا هذا ؛ كل الملفات كانت بيديه وهو صاحب القرار وصاحب التضحية فيها ايضا ؛ خطب في الامم المتحدة وحظر الى صلاح الدين ؛لندن واشنطن ؛شارك بكل ما يملك في انتفاضة شعبان وقدم ما قدم من تضحيات ؛ حتى رفحاء وصحراءها؛ كان لها موعدا سنويا معه ؛ بعد ان تخلف الاغلب عنها خوفا من بطش العافلقة بذويهم!

اين المرؤة والرجولة في نعت القادة الحقيقين بنعوت شتى ؛ واين الانصاف للرجل ؛ في كل ما عمله ؛ فلقد ضحى بكل شيء نترك لكم الجمل بما حمل وخرج بعابئته منتصرا غير نادما ؛ فهو قد تعلم الدرس من اهله ان لا كرامة لقائد الا بكرامة شعبه واهله ووطنية قراراته ؛ فلو شاء لأصبح على الجميع زعيما وهو يستحقها بجدارة ؛ قبل ان يقيمه اشباه رجالا دخلوا السياسية ليربحوا منها قبل ان يربحوا شعبهم اولا ؛ فالتاريخ يسجل على احرف من نور كل مواقف الرجال ..ولانريد ان نمس البعض فالحديث تتمة …….والقادم حافل بالحقيقة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here