فلنتنافس بشرف!

· كيفية السعي الى الفوز مقياسا، وليس الفوز بحد ذاته؛ فإقتعاد كرسيا في مجلس النواب.. حاصل تحصيل.. نتيجة وليس هدفا

القاضي منير حداد

تتساوى المجتمعات في ردود أفعال المتسابقين، أثناء ماراثون الانتخابات، سواء أكانت متحضرة أم متخلفة.. عشائرية ودينية أم مدينية مدنية، لكن تتباين صفات المرشحين.

تباين صفات المرشحين ينعكس مباشرة.. بشكل واضح على إرادة الناخب؛ لذلك رب تثقيف يؤتي نتائج معاكسة للمراد! إن لم يتحلَ المرشح بالتفكير بصوت عالٍ أمام دائرة محيطه النيابي الذين يترشح عنهم.

ولتحاشي الوقوع في إلتفافات على الناخب، جراء المنافسة المحمومة بين المرشحين.. كل يسوق اللجام نحو الطريق التي يعتقدها أقصر في إيصاله الى مقعد تحت قبة مجلس النواب.

· طاقة إيجابية

تتصاعد حمى المنافسة، ملجئة البعض الى تسقيط الآخرين، أكثر من بناء ذواتهم وتصويب الأخطاء الشائعة في المنظومة السياسية للبلد؛ فما يؤسف له إعتماد بعض المرشحين على تهديم منافسيهم وليس تطوير برامجهم الانتخابية بتوسع إدائي يشمل المعضلات التي يرزح الشعب العراقي.. واهنا.. تحت قسوتها.

تتجلى قسوة معاناة الفرد العراقي بإرهاب نفذ الى مساطر العمالة ومدارس الاطفال وملتقيات الشباب و… ذر الشيطان قرنه في كل حيز طاهر.. بريء، نظير إهمال حكومي مشغول بالفساد عن النزاهة وبإدعاء النزاهة عن ترصين المنظومة الامنية للعراق.

الانتخابات تقترب.. بضعة اشهر فقط تفصلنا عنها والقوائم سجلت في الهيئة المستقلة للانتخابات “رفع القلم وجف الحبر” وصار لكل ضعفا ولكن لا تشعرون! وهذا قد يجر البعض الى سوء تقدير قوة الآخر زاهدين به.. لا يشترونه ولا حتى بثمن بخس، مغترين بوهم ضعفهم.. زاهفين بما أوتوا من طاقة برغم شحتها في الحقيقة.. ليست لديهم مجسات دقيقة في حسن تقدير أنفسهم وإحترام حق الآخر في طرح ما لديه، بإيجابية.

تسريب الطاقة الايجابية الى المحيط الاجتماعي من شأنه بعث طمأنينة لدى الفرد والمجتمع…

إلتباسات متداخلة، تورط المتجاوزين حدود قدراتهم الى ما لا قدرة لهم على مواجهته؛ لذلك يجدون أنفسهم مساقون قهرا او عامدين، الى الفراغ.. لا يجدون فعلا مقنعا للناخب يؤدونه بشكل مؤثر يضمن لهم إعجاب الناخب وثقته ببرنامجهم الانتخابي.. إذا هم أصلا لم يضعوا برنامجا إنتخابيا نابعة من حصر المشكلات في قبضة العقل القادر على إستحداث الحلول بالاتكال على الرب.. هو مولانا فعليه نتوكل.. نشد الهمم من دون مساس بأحد إلا من يصر على الخطيئة.

نعالج المصر على الخطيئة قبل ان نضطر الى سحقه آسفين؛ كي نحمي الناس من إصراره على الشر!

بدل تبادل الشتائم، فكروا بمشاريع خلاقة، مثل تبرع المهندسين والمحامين لإنشاء مستشفيات عملاقة ومجسرات وأنفاق لفك الزحامات ومترو ونقل مائي ومدن سياحية بأسعار مدعومة، والشفافية في معرفة اين يذهب ريع النفط وعائداته المهولة، وبناء مدارس ابتدائية ومتوسطة واعدادية تابعة منهجيا واداريا لجامعات وليس لوزارة التربية، و… قائمة احلام اليقظة تطول، لكنها تتحول الى تحدِ يضعنا على المحك، إذا بلغنا مجلس النواب!؟

· قليلو المنهجية

الواهنون.. تسحقهم أطماع النفس الأمارة بالسوء؛ فيلجأون الى تسقيط نظيرهم الذي يتمتع بحقه الدستوري في الجري على مضمار مجاور لهم أثناء مارثون الانتخابات، منتهجين أساليب غير مستقيمة.

الاساليب التي يضطر لها قليلو المنهجية في النفاذ الى قناعة الناخب، تتلخص بتهم ساذجة، فقدت قيمتها ولم تعد تقنع الناخب.. بل قد تحببه بمن يفترونها عليه.. وهي جاهزة كالثياب “اللنكة” المتهرئة زهيدة الثمن فاقدة الاناقة، مثل: “بعثي” أو “فاسد” وهما تهمتان ما عاد لهما أثر لكثرة إستخدامهما في الافتراء على ابرياء؛ بغية إجهاض مشاريع نزيهة لمحاسبة الفاسدين وتأشير دعاة الارهاب والمتواطئين معه من داخل العملية السياسية.

إذن لنتنافس بشرف، متخذين من كيفية السعي الى الفوز مقياسا، وليس الفوز بحد ذاته؛ فإقتعاد كرسي في مجلس النواب.. حاصل تحصيل.. نتيجة وليس هدفا “نفس عصام سودت عصاما.. وعلمته الكر والاقداما” فمن يجيد فهم مشاكل مجتمعه يكون قد حقق نصف الحل، والنصف الآخر رهين بقدرته على تمرير الحق، برغم مخالب الباطل التي تكشر أنياب خطم الوحش الكاسر المهيمن على النزاهة بفساده.

· خريطة طريق

الكف عن تسقيط الآخر، يوجه الطاقة نحو بناء الذات؛ فلنسقط التسقيط من ادائنا؛ كي نوفر طاقة للعمل الانتخابي ومن ثم خدمة الناس بالتوجه الى اعداد خرائط طريق نحو حل المشاكل العالقة.. خدمات وكهرباء وصحة وتربية و… مشاريع ترصد لها مبالغ وتذوب من دون تنفيذ تلك المشاريع التي تترك الناس بأمس الحاجة.

فلنوفر طاقة التنابز بالالقاب بئس الاسم الفسوق، من أجل معرفة أين تسربت تلك المبالغ الفلكية؟ ومن تواطأ على أمن العراق؟ وحياة أبنائه؟

تلك كلها أسباب تحث الناخب على إختيار المرشح، لأنه يعمل بأفكار نابعة من مشاكل الناس، وليس لان المرشحين الى جانبه سيئين وهو المنزه الوحيد، بينما الله وحده يزكي الانفس، وكفى بالله شهيدا على النوايا الطيبة، الجادة في المواظبة.. سعيا نحو خدمة الناس.. إنطلاقا من مشاكل يعانيها الشعب تصب في وجدان مجلس النواب اذا توحد ضمائر أعضائه بالعمل الجدي إيمانا بالله وولاءً للوطن وإخلاصا للشعب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here