وجهة نظر وتعقب على مقالة السيد مازن الحسوني* “الى اين يسير الحزب “

انتقد السيد مازن الحسوني الحزب الشيوعي العراقي بسبب تحالفه الانتخابي مع التيار الصدري وشبههُ بتحالف الشيوعيين والبعثيين عام 1973 وقضايا اخرى . انا لا أريد التطرق لمعظم ما كتب في المقالة لأني مراقب للأحداث السياسيه في العراق وبرأي!
لايوجد اي تشابه بين جبهة عام 1973 بين البعث والشيوعي والتحالف الانتخابي بين التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي وقوى وطنيه أخرى ، مع احترامي وتقديري لحرص كاتب المقال، ومن خلال متابعتي للأحداث السياسيه في العراق منذ العهد الملكي وحتى يومنا هذا. يوضح ان تحالف اليوم اقرب الى حد ما من تحالف عام 1957 بين الأحزاب الوطنيه كالحزب الشيوعي والبعث والاستقلال والوطني الديمقراطي ضد نظام نوري السعيد . فقبل عام من قيام الجبهه عام 1973 طرح حزب البعث ميثاق العمل الوطني على القوى الوطنيه العراقية بتاثير من البعض القليل من قيادة البعث وعلى رأسهم منظر الحزب عبد الخالق السامرائي (اعدم عام 1979) الذي كان مؤمنا بالجبهه وكان من أفكاره ان تشارك جميع القوى الوطنيه الرئيسية في إدارة الدولة والتخلص من مرحلة التحارب والصراع على السلطه وان لا يتحمل حزب البعث وحده كل المسؤوليات والذي اعدمه صدام بعد وصوله الى الرئاسة بسبب المؤامرة المزعومه على الحزب والتي كانت من تدبير صدام حسين نفسه. وطرح حزب السلطة البعث على الشيوعيين مشروع الجبهة وجعلهم امام خيارين.. الاول هو التحالف الجبهوي لقيادة الدول بقيادة البعث والثاني هو الاستمرار في مطاردة الشيوعيين والتنكيل بهم واعتبارهم خونه وغير وطنيين بحق العراق لرفضهم التعاون مع السلطه بعد رفضهم ميثاق العمل الوطني، لهذه الاسباب اختارت قيادة الحزب وقتها التحالف الجبهوي حقنا للدماء وايقاف التعسف، ولما قدمته السلطه من منجزات وطنيه والتي كانت عربونا لاينكر ومنها قانون تاميم النفط وقوانين العمل وغيرها من المنجزات. اما القول بان جماهير الحزب الشيوعي كانت ضد الجبهة بنسبة 99% فهذا غير دقيق بالمطلق ولقد تحدثت مع احد قيادات الحزب المرحوم احمد قادر غيلاني ابو سرباس واكد لي على شعبية قرار الدخول في الجبهه وأنه كان اخر المصوتين بنعم مما رجح كفة الموافقين على الجبهة في اللجنه المركزية للشيوعي العراقي . اما النسب المتكرره 99% في عدة مجالات فهي مبالغ بها كثيرا ولا اساس لها.
منها كذلك هناك اختلافات كثيره بين تحالف الجبهه عام 1973 والتحالف الانتخابي 2018
1- ان جبهة 1973 تمت بين حزب يمتلك السلطه والدولة وكل شيء وحزب مطارد من قبل هذه السلط. وكانت بمثابة مصالحه وطنيه بين هذين الحزبين بعد عشرة سنوات من مجازر البعث بحق الشيوعيين عام 1963. حزب دخلها مؤمنا بها وصادقا والاخر دخلها لتوطيد وترسيخ سلطته وحكمه ومن ثم الغدر بهذا الحليف بعد كشفه والفتك به.
2 – لم يكن خطأ الحزب الشيوعي هو الدخول في الجبهه ابدا بل الخطأ هو عدم الحذر والتقديرات الخاطئه للقياده مما سيحدث بعد قيام هذه الجبهه ومن هذه الاخطاء
أ- الثقه العمياء بالسلطه البعثيه وكشف كل اوراق الحزب ب- تجميد منظمات الحزب الشيوعي الجماهيريه وكشف اعضاء الحزب بعد تحول الحزب من العمل السري الى العمل العلني
ج- المبالغه في كسب الجماهير الى الحزب، وكثرة نشاطات الحزب السياسي والجماهيريه مما اربك العمل الحزبي وتسبب في كشف أعضاء الحزب ودخول مجموعه غير مؤمنه وحتى من البعثيين لأغراض التجسس.
د- إصدار صحيفة الحزب (طريق الشعب) بشكل علني مما سهل كشف أعضاء الحزب وأصدقائهم وقُراء هذه الصحيفه التي سهلت على البعثيين متابعة الحزب ورصده ومن ثم الانقضاض عليه بغرض تدميره. وهذا ما تحقق بنسبة %95
اما التحالف الانتخابي بين التيار الصدري والحزب الشيوعي والقوى المدنيه والعلمانية والتكنوقراط فهو تحالف انتخابي حاله حال الكثير من التحالفات التي جرت وتجري على الساحه العراقيه منذ عام 2003 والتي تتشكل ومن ثم تنتهي . اما الحجه بان التيار الصدري تيار ديني وطائفي فهذا غير صحيح فالصحيح هو ان قيادته دينيه والبعض القليل من تياره اسلامي اما الأغلبية فهم من الفقراء والكادحين والمهمشين المتضررين من الفساد ونهب ثروات البلد وما الضير في ذلك اذا كان الهدف من هذا التحالف هو تحقيق طموحات فقراء وكادحي ابناء هذا التيار خصوصا وفقراء وكادحي الشعب العراقي عموما في محاربة الفساد والفاسدين والانتصار عليهم . وهذا التحالف لا علاقة له باستقلال وأفكار وايدلوجية كل طرف. وعلينا ان لاننسى الأهم في كل هذا هو تحول السيد مقتدى الصدر زعيم هذا التيار من الصف الطائفي الديني الى الصف الوطني ودعمه لمطالب المتظاهرين من التيار المدني مما اكسبه شعبية كبيره في صفوف غير الطائفتين.
مؤيد راعي البله
*رابط مقالة السيد مازن الحسوني

الى أين يسير الحزب ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here