لماذا تحالفنا؟

مرتضى عبد الحميد
في اوضاع كالتي يعيشها العراق، حيث يهدد دخول الفساد والطائفية الوطن برمته، شعبا وارضا وحضارة، ويصر القائمون على ادارته بأن تظل راية المحاصصة خفاقة وعصية على التغيير، في كل هذه الاوضاع الخطيرة تتضاعف مسؤولية المخلصين لشعبهم ووطنهم وفي طليعتهم الشيوعيون، للبحث عن منفذ للخلاص من هذه المأساة المزمنة، وفتح ثغرة في جدار الدمار والخراب الشامل، من خلال اقامة تحالف وطني ديمقراطي واسع، يلبي، ولو بالحدود الدنيا، مصالح وطموحات العراقيين، فانبثق تحالف “تقدم” وظلت ابوابه مشرعة لكل من يرفض الطائفية ويحارب الفساد ويسعى لإصلاح العملية السياسية.
وظل الحزب الشيوعي حريصا الى ابعد الحدود على تماسك ووحدة “تقدم” وبقائها عنواناً للقوى المدنية والديمقراطية. ولهذا السبب تحديداً رفض الحزب التفاوض والحوار بصورة منفردة مع القوى الاخرى، وانتقد من قام بها من اعضاء “تقدم”.
وهنا يتضح زيف اتهام البعض جهلا او تحاملا، بأن الحزب تخلى عن “تقدم” وذهب للتحالف في “سائرون”.. وهو محض افتراء ولا أساس له من الصحة. ان من شتت “تقدم” وبعثرها هم بعض اعضائها وليس الحزب الشيوعي.
إذا أردنا الاسترشاد بسياسة حزبنا ومواقفه في ميدان التحالفات لا بد من التطرق الى ما صدر عن الكونفرنس الثاني للحزب في ايلول 1956 وعلى لسان الشهيد سلام عادل، الذي قال بالحرف: “من يمد لنا يداً واحدة نمد له اليدين طالما كان ذلك في مصلحة الشعب والوطن”. واكد ايضاً ” اننا كشيوعيين علينا ان نعرف ان التكوين الشخصي والسياسي للافراد والقوى السياسية على السواء، ليس معطى مرة واحدة والى الابد، وانما هو متغير في الكثير من الحالات ويخضع للظروف والاوضاع الجديدة التي تعصف بالمجتمع”.
وكان لينين يشدد دائماً “ان النصر يستحيل تحقيقه بالطليعة وحدها، واننا نقطة في بحر الجماهير”. ويضيف “ان الحزب الذي يخاف من التحالفات هو الحزب الذي لا يثق بنفسه ولا بسياسته، بل يمكن التحالف حتى على قضية واحدة اذا كان فيها مصلحة عامة”.
على هذه الخلفية الحزبية والنضالية ودون المساومة على المبادئ، بل شعورا بالمسؤولية الوطنية والتاريخية ازاء شعبنا وكادحي بلدنا، جرى التحالف مع حزب الاستقامة الوطني وبقية القوى (بعضها كان من القوى الاساسية في تقدم) ببرنامج سياسي استلهم اغلب مفردات برنامج “تقدم”. الانتخابي والسياسي.
وقد حظي هذا التحالف بموافقة وتأييد الغالبية العظمى من رفاق الحزب وكوارده ومنظماته، عبر الاستفتاء الحزبي، الذي ينفرد به حزبنا الشيوعي العراقي، من بين سائر القوى والاحزاب السياسية وربما في المنطقة بأكملها.
ومن الطبيعي ان تكون نتيجة اي استفتاء في العالم، من هو معه ومن لا يوافق عليه، وهذا ما حصل في استفتائنا ايضاً، حيث كان المعارضون اقلية، وآراؤهم محترمة، ولن يهملها الحزب مطلقاً.
الا ان المؤسف ان البعض من هذه الاقلية، اساؤا استخدام الديمقراطية الحزبية، واخذوا ينشرون في “الفيسبوك” آراءهم وتعليقاتهم المسيئة احياناً، في مخالفة صريحة للنظام الداخلي، وللتقاليد الحزبية، الامر الذي لا يليق بهم ولا بحزبهم.
اذا اردنا الفوز في الانتخابات القادمة وتحقيق نتيجة تتناسب مع دور الحزب وسمعته ونضاله، يجب علينا العمل كفريق واحد، وبالحماس الذي عُرف عن الشيوعيين، لإقناع الذين سيصوتون والعازفين عن خوض الانتخابات ببرنامج واهداف الحزب الشيوعي وحلفائه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here