كيف نواجه أخطر وباء ضرب الإنسانية ؟؟؟

لقد أكتسب بني آدم اسم الإنسان من طبيعة المؤانسة التي يمتلكها وحب العيش الجماعي الذي نتج عنه الكم الهائل من الحضارات الإنسانية ألشامخة وقد دعمت الديانات السماوية والوضعية وباقي النظريات التي اهتمت ببناء المجتمع العلاقات الاجتماعية وركزت على تمتينها وحمايتها من اي عارض عدواني قد يتعرض لها ، حتى أصبح المجتمع السعيد الهدف والغاية التي تصبوا إليه جميع المجتمعات ، وهذا المجتمع نواته ومصدره الأسرة السعيدة ، وهذه الأسرة نتجت سعادتها الحقيقية من خلال العلاقات الحميمة السليمة التي تربط ما بين أفرادها ، ونتيجة الابتعاد عن المثل الأخلاقية التي تغذيها الرسالات السماوية والتوجه الى الحياة المادية تفككت الأسرة في الغرب ، حتى أصبحت هذه الأسرة مرتبطة مع بعضها البعض بخيوط رفيعة وبالية سرعان ما بعثرتها وقضت عليها ثورة الانترنيت وشبكة التواصل الاجتماعي ، فلم تبقي لها كيان أو أسم بل ابقت على اثار خفيفة جداً لشيء اسمه الأسرة ، وهذا السونامي بل الوباء الخطير ضرب معظم شعوب العالم نتيجة العولمة وعالم الانترنيت الذي لا تقف أمامه عوائق وحدود أو أسقف وحيطان ، هذا الوباء الذي يقدم كل شيء للإنسان ما يفيده ويضره وما يفسده ويصلحه ولا يمتلك الضوابط أو التقنين بل كل شيء في متناول الجميع وبدون أي استثناء ، من سموم ودواء ومن غذاء صحي الى آخر خبيث ومن أخلاق حميدة الى سوء أخلاق بل الفساد بعينه ، بالإضافة الى جذب الإنسان من حرية الحياة الى عبودية الآلة ومن العلاقات الاجتماعية والحياة الأسرية الحقيقية الى الانعزال والوحدة والعلاقات الوهمية ، حتى اصبحت الأسرة الى مجموعة من مجاميع الواتس آب أو الفيسبوك أو الفايبر أو التلغرام و و وما اكثرها ، وأصبح العالم بأفكاره الواسعة وما تشمل من أفكار هدامة و قيم مضادة للقيم التي تؤمن بها وتحب أن تنشأ عائلتك عليها في بيتك بل وبين كفيّ أولادك وزوجتك يتنقل معهم ويصاحبهم أين ما ذهبوا ، وبدأت أسرنا تسلك نفس الطريق الذي سلكته الأسرة في الغرب وأنتهى بها الى التلاشي والتمزق ، فهذا الهجوم الكاسح لوباء الانترنيت وما يحتوي من شبكة كبيرة للتواصل الاجتماعي يجب أن يواجه بردة فعل كبيرة من قبل جميع مكونات المجتمع انطلاقا من الأسرة فالمؤسسات الدينية والاجتماعية بالإضافة الى مؤسسات الدولة ، وأن تتخذ بعض التدابير الاحتياطية لوقف هذا الهجوم الكاسح من هذا الوحش الذي أبتلع الجميع ، منها:

منع استعمال شبكة التواصل الاجتماعي في المؤسسات الدينية والاجتماعية والمدارس ، تقنين استعمال شبكة التواصل الاجتماعي والانترنيت في البيت واستعمالها يجب أن يكون خلال فترة محددة من الزمن وفي مكان يتجمع به جميع اعضاء الأسرة ، التكثيف من المحاضرات الأخلاقية والاجتماعية والتحذيرات التي تظهر مخاطر استعمال الموبايل والانترنيت بدون تقنين وضبط ، وهذا المخاطر قد تكون مادية أو معنوية كالأمراض التي تصيب العيون والدماغ وضعف الذاكرة وكذلك الأمراض العصبية والنفسية كالعزلة والتوحد بالإضافة الى الفساد بشكل عام وغيرها من التأثيرات السلبية التي تنتج من كثرت أستمال الموبايل والانترنيت ، ويرافق هذه الحملة إيجاد البدائل المناسبة التي تغطي الوقت الناتج من هذا التقنين والابتعاد عن عالم الانترنيت والموبايل ، لأن وباء الانترنيت والموبايل الذي تتعرض له الإنسانية من أخطر وأسوء الأوبئة لأنه يضرب الاسرة في العمق ، ومن خلال ضرب الأسرة ستتوجه الإنسانية الى خلع لباس إنسانيتها وإبداله بلباس التوحش .

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here