الانتخابات العراقية.. الفيسبوك يحدد الفائز؟!

سيف اكثم المظفر

ثورة التكنولوجيا، التي اجتاحت العالم أواخر القرن الماضي، كان من أبرز نتائجها الاعلام الإلكتروني، و(السوشيال ميديا) حيث أخذت أبعادا كثيرة اكبر من كونها، ادوات تواصل اجتماعية، خصوصاً عند توفر المال والإدارة والخبرة، تصبح اخطر سلاح على وجه الأرض.

الانتخابات الأمريكية الأخيرة، سجلت اكبر عملية تأثير على إرادة الناخبين، بعد الكشف عن حسابات ممولة، عملت من روسيا، والتي كانت موجهة إلى الجانب الأمريكي الداعم للرئيس ترامب، حتى أثبتت هذه المواقع قدرتها على السيطرة على عقول الناس، وتحريكها ضمن مخطط تشويش الصورة على الناخب.

فاز ترامب بمساعدة الفيسبوك وتويتر، وسجل اعلى نشاط تجاري مارسه رجل الأعمال الاصهب، لتسجل التحقيقات الفيدرالية، تلك الخطة التي نجحت نجاحاً باهرا، في حين كانت جميع الاستطلاعات تشير إلى فوز هيلاري كلينتون، لكن الفيسبوك وتويتر كانتا السبب الرئيسي لانتصار ترامب.

العراق اليوم يعيش موسم الانتخابات، لكن باوراق مبعثرة، ورؤى متباعدة ومفككة، لا إرادة حقيقية للنجاة، حتى من اتكأ على الانتصار بات اليوم يتخبط، على إثر نوبة الولاية الثانية، حتى بقى ضمن دائرة الخطر المحدق، وما حصل من تحالفات سريعة الانهيار، بسبب غياب الرؤية الوطنية، وتغلغل السلطة إلى النفوس، والبحث عن الكرسي..

مصادر مقربة من حزب الدعوة الذي أعلن انسحابه من الانتخابات، إلا أنه شكل لجنة مشتركة لإدارة الائتلافين القانون والنصر، وبهذا اتضحت تلك المقولة الشهيرة (بعد ما ننطيها) وهنا، على الشارع أن يعي حجم السيناريو المرسوم، وكيفية نظرا هذه اللعبة، بأدوات واوراق والوان، متعددة المشاهد، لكن الهدف واحد، هو بعد ما ننطيها..

ذكر لي صديق منذ زمن أن الاتفاق الذي وقع خارج حدود العراق، كان ينص على تولي حزب الدعوة رئاسة الوزراء إلى يوم القيامة، وهذا ما تثبته الأيام المقبلة، أو تنفيه، وما على الشعب إلى أن يخوض المباراة بلا ملعب ولا كرة ولا هدف!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here