مؤتمر الكويت: العراق يُعلن حاجته إلى 88 مليار دولار لإعادة الإعمار

انطلق أمس في العاصمة الكويتية المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق بمشاركة معظم الدول الكبرى والمنظمات الدولية الرئيسة والشركات العالمية الكبيرة، التي تعول عليها بغداد في تقديم المنح والمساعدات للشروع بعملية إعادة الإعمار في العراق، وبخاصة في المناطق التي تأثرت باحتلال تنظيم داعش لها على مدى أكثر من ثلاث سنوات وتعرضت لدمار هائل.

وفي اجتماع الخبراء الذي افتتح به المؤتمر صباح أمس أعلن وزير التخطيط سلمان الجميلي أن العراق يحتاج الى أكثر من 88 مليار دولار لإعادة بناء ما دمرته النزاعات وآخرها الحرب ضد داعش.وأضح المدير العام في الوزارة قصي عبد الفتاح أن إعادة إعمار العراق تتطلب جمع 22 مليار دولار بشكل عاجل، و66 مليار دولار أخرى على المدى المتوسط، وأفاد الامين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق بأنه أعيد نحو 50 بالمئة من النازحين الى مناطقهم ومن المؤمل ان ترتفع النسبة الى 85 بالمئة خلال العام الحالي.
من ناحيته قال مصطفى الهيتي مدير صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية إن الحكومة العراقية قد شرعت ببعض الخطوات لإعادة الإعمار،”لكن لم نستطع إنجاز اكثر من واحد بالمئة مما يحتاج اليه العراق”، مشددا على الحاجة الماسة للمساعدات والاستثمارات من أجل إعادة النازحين الى مساكنهم ومناطقهم وإعادة الخدمات والبنى التحتية الى هذه المناطق، وأشار الى وجود مليونين ونصف المليون نازح لم يعودوا بعد والى تضرر 138 ألف منزل نصفها مدمر تماماً.
وتتواصل أعمال المؤتمر على مدى ثلاثة ايام بحضور العشرات من الدول والمنظمات الدولية ومئات الشركات ورجال الاعمال. وخصص اليوم الاول للخبراء في مجال إعادة الإعمار وللمنظمات غير الحكومية، واليوم الثاني للقطاع الخاص، واليوم الاخير لإعلان المساهمات المالية للدول المشاركة.
وأوضحت الامم المتحدة المشاركة بنشاط في المؤتمر أن وكالاتها وضعت برنامجا للانتعاش والقدرة على الصمود لمدة عامين، لكن الامر يتطلب وجود موارد كافية لإنجاز هذه المهمة”، وتفيد إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة”يونيسيف”المقدمة الى المؤتمر أن”هناك أكثر من 4 ملايين طفل في العراق يحتاجون للمساعدة، وقد عاق الفقر والنزاع استمرارية تعليم 3 ملايين منهم في جميع أنحاء البلاد”، ونوهت الى ان أكثر من 700 ألف طفل نازح خسروا التعليم لمدة سنة كاملة”، ودعت المنظمة لإعادة تأهيل وإصلاح 576 مدرسة تضررت بسبب القتال”.
وشهدت اجتماعات يوم أمس إعلان منظمات وجمعيات إغاثة دولية عن تقديم أكثر من 300 مليون دولار لصالح برامج الإغاثة في العراق منها نحو200 مليون دولار مقدمة من هيئات وجمعيات كويتية لدعم الوضع الإنساني في العراق.
وعشية افتتاح المؤتمر أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أن المؤتمر يعول كثيرا على المجتمع الدولي بإرسال رسالة واضحة للعراق بأنه كما كان معه في دحرالإرهاب سيكون معه في البناء وإعادة الإعمار.وقال في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد عند افتتاح المركز الاعلامي للمؤتمر إن”العراق بلد غني بحضارته وموقعه وتاريخة وموارده، ونحن واثقون أن هذا التجمع سيكون منصة لانطلاق العراق وترسيخ الأمن والاستقرار وبناء ما تم تدميره في الحرب الشرسة التي قادها ضد الإرهاب”، واضاف”لو يسجل التاريخ نجد أن المنطقة عاشت على خيرات العراق، ويجب ان نستفيد من هذه الفرصة لترسيخ الحشد الدولي في ما يتعلق بالمرحلة المهمة هذه”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here