القصة القصيرة وتدريس اللغة الأنكليزية

ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد (لغة أنكليزية وترجمة)- كلية شط العرب الجامعة – البصرة
[email protected]
بقلم: جيبري علي سايفو Jepri Ali Saifu (كاتب من أندونيسيا)

دأبت القصة القصيرة منذ أنبثاقها على تخفيف الملل الذي يشعر به المرء أو نشدان المتعة في أوقات الفراغ. وبفضل مزايا القصة القصيرة يمكن تسخير هذا الجنس الأدبي لأغراض تعليم اللغات. في هذا السياق يذكر بي هارولد B. Harold (1965: ص 281) أن تدريس اللغة الأنكليزية في البلدان الأجنبية بدأ يتجه نحو الأستعانة بالأدب خاصة القصة القصيرة في العملية التعليمية. تجدر الأشارة أن مدرسي اللغة الأنكليزية يستخدمون الوسائل التقليدية المستندة الى الكتب المنهجية من خلال تبني (طريقة النحو والترجمة) في التعليم حيث يمكن تدريس مهارات اللغة الأنكليزية ومكونات اللغة الأخرى مثل القواعد اللغوية والمفردات التي يمكن تدريسها تفاعليا. ومن خلال القصة القصيرة يمكن بناء شخصية الطالب والأسهام في أثراء المعرفة التي يحتاجها.
لدى قراءة القصة القصيرة يجد الطلبة تراكيب لغوية مثل الأزمنة فهي تضم العديد من الأزمنة مثل الزمن الماضي الذي يستخدم في الأساطير والحكايات الشعبية وقصص الجن ، أما الزمنين الحاضر والمستقبل فنجدهما في القصص القصيرة المعاصرة وبذا يكون بمقدور المدرس أن يدرس تلك الأزمنة بيسر وبشكل تفاعلي لكون الأزمنة تتصل بشكل مباشر بقرينة النص ووظيفته أخذين في الحسبان أن القرينة والوظيفة الموجودتين في القصة القصيرة سوف تجعلان الطلبة قادرين على أدراك البنية النحوية بصيغة الأزمنة. ويشير عليم Alim (2011: ص 163 – 172) الى أن فائدة القصة القصيرة في تعلم اللغات تتمثل في زيادة المفردات ودعمها وفهم بناء الجملة وكذلك في تفسير السياق. ثم أننا نجد في القصة القصيرة أنماطا متنوعة من الجمل مثل الجمل المثبتة والأمرية والأستفهامية لأن مفاهيم القصة القصيرة تتمحور حول التعبير عن شيء ما أو الأخبار عنه وبصيغة نص يستخدم أنماط الجمل المذكورة بهدف نقل المعنى. من هنا تصبح القصة القصيرة أداة مهمة لتدريس النحو. والقصة القصيرة تفيد أيضا في أثراء المفردات اللغوية من خلال قراءة القصة داخل القاعة الدراسية وخارجها ففي القصة يجد الطلبة الكثير من العبيرات الأصطلاحية. فعلي سبيل المثال تضم قصة قصيرة كتبها هاريسون كيني Harrison Kinney بعنوان (الدب البطل) The Bear is a Hero تعبيرات أصطلاحية مثل get rid of (يتخلص من) و fenced off (يتملص من شيء ما) وغير ذلك. كما يقرأ الطلبة الكثير من المفردات البارعة في القصة القصيرة فعلى سبيل المثال نواجه مفردات مثل Those who struggled hard will get the results. و Tell the truth even if it is bitter. وهناك الكثير من التعبيرات العامية slang مثل airhead (أبله) baby-doll (فتاة جميلة) و cheeky (وقح)و comfy (مريح) الأمر الذي يعزز الخزين اللغوي لدى الطلبة. والقصة القصيرة تفيد أيضا في بناء شخصية الطالب من خلال أطلاعه على القصص الفلكلورية حيث يطلع القاريء على القيم الأخلاقية في أمثلة كثيرة منها We have to be honest to all people (علينا أن نتحلى بالصدق في تعاملنا مع الناس جميعا) و We have to honor the differences. (علينا أن نجل الأختلافات) و We have to work hard to get what we want instead of relying on the serendipity. (علينا أن نعمل بجد لنيل مانتمناه بدلا من الأتكال على الحظ والصدفة).
ويشير ماياساري Mayasari (2011: ص 90) الى أن القصة تمثل نتاجا للمعرفة التي من خلالها يمكن تعليم المعتقدات والقيم الأخلاقية للقاريء. وينوه أيدس Eades (2006: ص 72) الى أن القصة القصيرة تساهم في تطوير الوعي الأجتماعي وتعين الطلبة على تعزيز المفردات العاطفية ، وهكذا تساعد في بناء شخصية الطالب.
وفي المجال المعرفي توفر القصة القصيرة خلفية ثقافية تعمق فهم الطالب فالقصة المعنونة The Buffalo Dance (رقصة الجاموس) للقاصة كورنيليا ميكس Cornelia Meigs تدور حول صبيين أمريكيين من الهنود الحمر ينتميان الى قبيلتين مختلفتين هما الأوجبوي Ojibways وداكوتا Dakotas. الخلفية الثقافية في هذه القصة هي أن الهندي الأمريكي يمارس طرق عيش مختلفة فالهندي الأوجبوي يعيش في الغابة والبحيرة التي تشكل مينيسوتا الحالية وأن حياتهم تعتمد على الصيد وصيد السمك بينما يعيش الهندي الداكوتي في السهول وتعتمد حياة قبيلته على الزراعة وتربية الجاموس. أن قراءة مثل هذه القصة تساعد الطلبة على توسيع مداركهم ومعرفتهم. ثم أن القصة القصيرة تضم أحداثا مهمة تجري في هذا العالم فقصة ستيفن كرين Stephen Crane الموسومة (شعار الشجاعة الأحمر) The Red Badge of Courage تدور حول الحرب الأهلية التي شهدتها الولايات المتحدة في عام 1895. وقصة (خدعة عامل القطار) Trail Man’s Bluff التي كتبها ويل سي براون Will C. Brown تتناول نمو صناعة الماشية وأزدهارها في غرب الولايات المتحدة للفترة 1850-1900 وغيرها من القصص. من هنا تعين القصة القصيرة على توسيع أفاق المعرفة لقراءها وتعزيز تعليمهم للغة الأجنبية التي يدرسونها.

http://www.academia.edu/7693995/Using_English_Short_Story_to_Teach_Grammar

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here