انتخابات اللصوص

في حين ان الاوضاع تسوء في العراق بسبب سوء الاداء والفساد واللصوصية, يعيد علينا نفس الوجوه القبيحة مرة اخرى اسطوانتهم المشروخة ويوعدوننا بالافضل وتلافي الاخطاء قبيل الانتخابات, وسيستقيمون اكثر مما هم مستقيمين الان, وهم الاشراف ويلبسون الدين والمذهب رداء, ويضعون عمامة رسول الله على رؤوسهم ليخدعوا سواد الناس, وشتان بينهم وبين التقوى والدين.

يوماً يقولون ان المرجعية تؤيدهم وتناصرهم ويوماً يقولون انهم من انصار المرجعية, ومنهم من يدعي مقارعة النظام البائد كحزب الدعوة ليكون لهم الحق في سرقتكم, لقد اخذ مدعين الاسلام فرصتهم وبانوا على حقيقتهم واثبتوا انهم مدعين غير نزيهين, لصوص فاسدين, مخادعين يتسترون خلف عبائة الدين, لا يقيمون لاحكام الاسلام وتعاليمه اي وزن, ويخالفونه بفسادهم وسرقاتهم وتفكيرهم النتن, ويستثمرون اموال العراق في الخارج باسمائهم, واسماء ابنائهم, واقاربهم والمناصب والوظائف استحوذوا علية بغير وجه حق, والبطالة حدث بلا حرج (يعني لابو موزة) فهل الاسلام يقبل بذلك! وهل هذه الوجوه الكريهة ستأتي مرة اخرى ليضحكوا علينا! فالمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين, ام انكم لستم بمؤمنين يا شعب العراق ومدعين مثل هؤلاء اللصوص ليصدق عليكم القول كما تكونوا يولى عليكم.

وان رجال الدين الفاسدين يدعون ان الحاكم المسلم الجائر خير من الحاكم الملحد العادل وهذا الادعاء ليس فيه من الصحة شيء فالمسلم ان جار او افسد يعني انه لم يطبق تعاليم الاسلام وعندما لا يطبق تعاليم الاسلام يعني انه لا يعترف به اي (لا يؤمن بالاسلام) وانه غير مؤمن فأنا ارى ان الملحد العادل خير من مسلم يدعي التقوى وغير عادل.

في الحقيقة انا كنت اكثر المناصرين ليأخذ الاسلاميين فرصتهم ما دام الشعب يريدهم وينتخبهم, ولكن الحال تغير بعد ان اخذوا فرصتهم لأكثر من مرة وفشلوا فشلاً ذريعاً بسوء تصرفهم وفسادهم وسرقاتهم( جوزوا يمعودين طالبين الشعب طلابة) فيجب ان نقول لهم كفى اخرجوا من الساحة واتركوا لغيركم ان يديروا دفة البلاد.

ان الاحزاب التي ليست لها برنامج اقتصادي ويستغلون الدين او الطائفة او القومية (اي انهم يستغلون عاطفة البسطاء من الناس) هم اكثر الناس فسادا ولصوصية, فأنهم يستغلون ضعف وعاطفة الناس ابشع استغلال ليتولوا امورهم وينقضوا على احلامهم, يوزعون البطانيات والمدافيء من السرقات التي يسرقونها ليكسبوا اصواتهم فيا شعبي المسكين اي محنة وقعت فيه, فالجهل والعوزة اضناك وتركك القدر بين انياب هذه الوحوش التي لا تعرف الرحمة واصبحت كقشة تلعب بك الريح ويأخذك اينما شاء.

لكي تزيحوا هذا الهم يا ابناء وطني من على كاهلكمم عليكم ان تنتخبوا اناس نزيهين لم يمسهم نار الفساد, انتخبوا اناس لا يستغلون عاطفتكم (الدينية او القومية ) لأن الذين يستغلون عاطفتكم اناس مفلسين ليس لديهم شيء ليقدموه لكم, بل يشحذون اسنانهم وسكاكينهم ليقطعوكم ويلتهموكم ويلتهموا خيرات العراق.

كلمة اخيرة لكل من يريد ان يدلي بصوته في الانتخابات ان لا يستمع لشيخ العشيرة او شيخ جامع فالاثنان لا يفكرون فيكم بل يفكرون بأنفسهم ان نصحوك لمن تنتخب فلا تستجب لهم, فهؤلاء يعدونك (يحسبونك) رأس ماشية (يعني خروف بعبارة صريحة) ويحسبونك على هذا الاساس, فضع عقلك في رأسك واعرف خلاصك, فيوم اعادة حقوقك بيدك وليس بيد شيخ عشيرتك او بيد شيخ الجامع ( مو بعدين اتكولون قشمرنا شيخ عشيرة لو شيخ جامع).

بهاء صبيح الفيلي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here