كيف سيخوض العراقيون شعبا ونخبا الانتخابات النيابية القادمة ؟

ونحن نقترب من موعد الانتخابات النيابيىة القادمة في مايو 2018 لابد لنا من المرور على ما نتجت عن هذه التجربة الديمقراطية خلال مراحلها السابقة وكيف سيكون شكلها الجديد وفق التطورات المحلية والاقليمية والدولية وارجوا ان اكون موفقا في ذلك .

خلال الممارسات الاربع الماضية من الانتخابات التشريعية وبحسب شكل قوائمها وقوانينها سواء بالقائمة المغلقة او المفتوحة اثمرت هذه التجارب نظريا بممارسة ديمقراطية اشترك فيها اغلب الشعب العراقي بمختلف مكوناته واطيافه وافرزت قيادات سياسية في اغلبها تنتمي لمكونات غلب عليها التوجه العرقي والاثني والفئوي والطائفي وقد حاولت هذه القيادات العمل وفق مبدا الانتماء الصعير المحصور بفئة او جهة دون الوطن وساد الفشل عليها بسبب التقاطعات والخلافات على اسلوب قيادة البلد وادارته بما يضمن سيره وتقدمه ,واذا اردنا هنا ان نسجل ايجلبيات لعمل الفترة السابقة فهي قليلة ولاتتعدى اصابع اليد الواحدة والسبب معروف لكل المتابعين وهو الاحتماء وراء الجزء وترك الوطن ,لذلك تعددت اشكال المصاعب والمشاكل التي تعرض لها العراق ودفع ثمن ذلك كثيرا وعزيزا من دماء ابناءه واقتصاده ومدنه التي دمرت ونهبت في ظل تهيئة الارضية الصالحة لوجود الجماعات الارهابية الظلامية وايوائها ,وبعد ان احست هذه الكيانات التي لم تغادر كابينة القيادة السياسية العليا منذ الايام الاولى بالخطر يداهم وجودها وياتي باناس جدد من شانهم سحب كل امتيازاتها ومكاسبها التي حصلت عليها خلال القترة الماضية حاولت هذه الكيانات تغيير شكلها ولبس ثوب المدافع عن حقوق الناس واصلاح شانهم بشعارات رنانة واساليب جديدة وحاولت ايضا ركوب موجة آلام الناس وتقمص دور المنقذ للشعب وسعت بكل قوتها لازاحة الاصوات المنادية بالتغيير تارة بالاعتقال وتارة اخرى بالتصفية الجسدية وتارة بضمها لصفوفها بمغريات كبيرة , وتستمر بهذا لغاية اجراء الانتخابات .السؤال المطروح هنا هل سينكوي الشعب بنار الفوضى السياسية من جديد مع وجود هذه النماذج ام ان التغيير قادم نجيب ونقول ان تغييرا بسيطا ممكن له الحدوث في الدورة القادمة ولكن سيطرة الكتل نفسها وفرض وجودها سيستمر مالم يتم تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية وتبديل قانون الانتخابات الموجود بقانون جديد يتيح للجميع المشاركة فيها بدون الدخول في قوائم هذه الكتل عندها فقط سيكون هنالك امل في مجيء الكفاءات للسلطة التشريعية ومنها للتنفيذية ,من خلال متايعتي للاسماء والكتل المشاركة في الانتخابات لاحظت ان الكتل الكبيرة دخلت بوجوهها القديمة في اغلبها واضافت دماء جديدة من التي اكتسبت شعبيتها ونجاحها في خدمة المواطنين في مناطقها وهي بهذا التصرف فتحت المجال لنفسها ان تتشتت وتتقسم وتصبح كيانات متعددة لايمكن لها ان تشكل كتلة كبيرة تقود الحكومة ,وهذا وان كانت غافلة عنه تصرف يسمح بقدوم طاقات جديدة نامل منها الابتعاد عن الاثنية والحزبية والعمل بشكل مستقل في المرحلة القادمة ,,,,ايضا كان للوضع الداخلي اثره الكبير فبعد الانتصارات الكبيرة المتحققة على الارهاب اصبح المواطن اليوم يطالب ان يكون المرشحين من حماة الوطن ومثبتي وجوده ,يضاف العامل الاقليمي والدولي اللذين القيا بظلالهما على المشهد السياسي باكمله من خلال وجود اذرع لهما تعمل بامرهم داخل المجتمع وسيكون وقعه اكبر مالم يكون للسيادة العراقية بصمتها وكلمتها في فرض ارادتها بعيدا عن التاصير الخارجي .

هنا اقول نامل خيرا في القادم ونتمنى التعاون من الجميع لبناء الوطن والنهوض به من جديد .

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here