لقد استباحوا معاني الكلمات

سنوات مضت والعراق يمر بظروف عصيبة واوضاع غير مستقرة وسياسيين لايستحقون السلطة التي منحت لهم دون دراسة موضوعية ولا حتى عقلانية وعلى عجلة وكأن العراق اصبح مرتعاً لمن هب ودب ليمسكوا بزمام الامور ويسرقوا ويعبثوا وليس من رادع يردعهم ، وليس فيه اناس يستطيعون ادارة الدولة .

هؤلاء السياسيين لايمكن ان يكونوا غير شلة من المتعطشين للمال المستباح بحكم السلطة المطلقة التي لديهم والمليارات من الدولارات ذهبت الى البنوك وارصدة لايعلمها الى اصحابها ، ولا يريدون الاكتفاء بما لديهم بل هم مصرين لسرقة المزيد ما دام الشعب العراقي في غيبوبة ولا يريد ان تستفيق ويتحرك لوضع حد لهذا الاستهتار العلني .

هم يقولون نحن سرقنا ، نعم يعترفون دون خجل أو حياء وكأن السرقة اصبحت مسألة عادية يفتخرون بها ووسام على صدورهم والامانة عيب واستهتار والامين يجب ان يعاقب ويخرج من دائرة السارقين .

لقد غيروا معاني الكلمات فالجميل اصبح قبيحاً والصادق كاذباً والامين مذموماً والديمقراطية عيباً والشرف عاراً والحلال حراماً والحرية استعباداً .

يدعون حبهم للعراق ، يهتفون بكلمات رنانة ، يتحدثون عن وحدة العراق وهم كاذبون ومنقسمون ، يتسابقون للحصول على الغنائم يلهثون وراء المال ، يتبعون من يحافظ على سلطتهم بأي ثمن وعلى حساب الشعب العراقي ، وانتمائهم ليس للعراق .

تبعيتهم لمن يحميهم ، لمن يجعل بقائهم مستمراً ، لمن يمولهم ليكون لهم صوتاً في سماء الاعلام ، لمن جعل منهم ادوات تحركهم كيفما يشاءوا ، ليكونوا اداة للصراع المحتدم في المنطقة ، ليكونوا دمى تحركها الايدي كيفما تشاء ، مرض خبيث اصابهم والكرسي الملعون اعماهم .

بقلم
جلال باقر ‎
‎2018-‎02-‎25

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here