هوس الشهره ستحرق العراق

عباس راضي العزاوي

احد أشهر الاعلاميين العراقيين بدأ مقالاته قبل سنين بمواضيع مثيرة واستفزازيه بشكل واضح ومقصود ودائما ماكانت تحضى بمتابعة كبيرة وسرعة بالانتشار في صفحات الاعلام الالكتروني لتصبح موضوع نقاش طويل ومتشعب بين مؤيد ومعارض وبعدها بفترة وجيزة اصبح ضيف شبه دائم في اغلب الفضائيات الحزبية ورغم اعجابي به شخصيا وبافكاره وثقافته الا انه لايختلف كثيرا عن باقي المجانين في اختيار الطريق المشبوه للوصل الى الواجهة حتى لو احترق نصف العراق بسبب طرحه اللامسؤول.

يعرف المختصون في الاعلام ان اختيار العنوان من اهم الجوانب التي يجب على الكاتب العناية به في اي مقالة او موضوع يتناوله وربما يكون اهم من مضمون المقال في احيانا اخرى وله تاثير كبيرة باستقطاب الكثير من المتابعين والقراء ولكن ليس على حساب الحقيقة او التعمد باثارة المزاج العراقي المتشنج اساسا, طبعا في مجتمع مثل المجتمع العراقي وفي ظل الفوضى والانفلات الاعلامي والسياسي , نجد ان العناوين البراقة او الاستفزازية اكثر المواضيع رواجا وانتشارا. فإذا وجد المتابعون فيه فضيحة او كشف سر من الاسرار الخطيرة او تحمل في طياته الكراهية والطائفية تكالبوا عليه حتى يصل اعداد الزوار في الكثير من الاحيان لارقام مهولة قياسا بالمقالات الاخرى التي ربما تحمل مضمون قيم ومثمر ولكن الكاتب اخفق في اختيار عنوان ملفت للنظر او لم يهتم به كثيرا.

استغل اغلب المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي هذه الفسحة التي أُتيحت لهم بعد سقوط النظام القمعي فشطحوا بخيالهم المضطرب وتحولت حريتهم الشخصية في مناقشة وطرح اراءهم بشكل حضاري مثمر الي سعي محموم يصل احيانا حد الجنون الهستيري باثارة المواضيع الحساسة والخطيرة والتي تمس جوهر المعتقدات, ليس حبا منهم في ايصال رسائل مهمة وتوعوية الى عموم الشعب لتشكيل قاعدة وعي جماهيري ناضج يُدرك حقيقة الوضع العراقي الراهن باعتبارهم نخبة مثقفة وواعية بل لاجل ان يشار اليهم بالبنان, ويحضون بالمزيد من المتابعين والمصفقين ,حتى يتحول هذا المدون المعتوه او الاعلامي المهووس بالشهرة او الكاتب اللوذعي الذي يسعى لمكانه مرموقة, يتحول الى صنم “مقدس” لايرى في الناس الا اتباع بسطاء ينحصر حقهم الانساني بالتصفيق والاطراء وان كان لايخفي سعادته وفخره احيانا ان تناول منافسيه في مجال الشهرة اسمه وان كانت كشتائم وتهديدات تصل الى القتل..

فمن حرض قبل ايام على احد المدونين المعروفين باشارات واضحة لمحل سكناه ووضعه الصحي والاجتماعي في محاولة قذرة وتفتقر لابسط مقومات الرجولة لتعريض خصمه لخطر الموت تماما كما كان يفعل الارهابي المصري الشيخ عمر عبد الرحمن ” الاعور” في لندن عندما كان يبعث برسائل مشفره لاتباعه بقتل اشخاص معينين , كذلك يفعل هذا النرجسي الذي يتحدث احيانا عن اعظم الشعراء والفلاسفة والادباء ولكنه يفشل فشل ذريع في ابسط اختبار موضوعي يتعرض له ويسقط كما يسقط اي شخص امي تدفعه الانفعالات المنفلته بارتكاب الجرائم ليتعرض هو نفسه اليوم لذات الموقف والتهديد من قبل اخرين, وبنفس الروحية الجنونية ضد الاخر المخالف والغريب ان الجميع يدعي الادراك والتحضر في قبول الراي الاخر, بل والمضحك انهم يروجون لقبول الاخر والتصافي معه حتى ان كان ارهابي مفخخ.
السياسي الخائن والقيادي اللص والمسؤول المرتشي والاعلامي الكاذب والكاتب الوصولي والمدون المنافق , كل هؤلاء شركاء بتدمير الشعب والوطن. ولايختلفون الا بمواقعهم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here