واقعية الزعيم عبد الكريم قاسم

محمد الشجيري

حين قام الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله بثورته على النظام الملكي في العام ١٩٥٨ وبرغم الخلاف الدائر بين العراقيين حول الثورة والتغيير بين مؤيد لها ورافض الا انه ما يهم الجماهير والشعب العراقي هو واقعية الزعيم وتواضعه فالانسان كبير بنفسه وهمته ومستوى وعيه وفهمه وادراكه للامور لا باسم عائلته او عشيرته او طائفته اضافة الى فكره الثاقب ونظرته العميقة للامور والاحداث التي تجري من حوله فهو الذي نزل مسرعا بعد قيام الثورة الى ساحات البناء والاعمار واخذت التنمية في عهده مساراً مختلفاً حيث ابتدأ بناء المدن والمجمعات السكنية وقام بايصال الطاقة الكهربائية والماء الصالح للشرب الى هذه المدن واستمر في حملته في بناء المدارس وتعبيد الطرق وبناء الجسور وتشييد المستشفيات والنهوض بالواقع الصحي للمواطن العراقي وكان قد اعد خطط للقضاء على الاقطاعية وتوزيع الاراضي على الفلاحين للنهوض بالواقع الزراعي بعد ان كانت حكرا على شيوخ الاقطاع وكذلك القطاعات الاخرى التي شهدت تغييرا حقيقيا في خططها حتى اخذ الانسان العراقي يلمس حجم التغيير واخذت الطبقة الفقيرة تتنفس الصعداء بأن وهبها الله عزوجل رجلاً وقائداً بهذه الصفات والتي نزلت الى الشارع يوم ارتكبوا القومجية جريمتهم بقتله في ٩ شباط ١٩٦٣ للدفاع عنه وعن مكتسبات الثورة التي حققت في اربع سنين ما عجزت عن تحقيقه اكثر الحكومات المشكلة انذاك وكذلك من بعدها.

من كل ما تبين اعلاه نجد ان الزعيم عبد الكريم قاسم وضع المواطن العراقي في صلب اهتماماته وابتعد عن الشعارات والفلسفة الفارغة والتأثر بالمحيط الاقليمي فالنهوض بالانسان العراقي وتوفير وسائل العيش اللائق به هو السبيل الوحيد للنهوض بالبلد لان الانسان عندما تتوفر له سبل العيش الرغيد ينطلق نحو العمل والإبداع والعمل بجدية واخلاص من اجل نهضة بلده ورفعته واعلاء شانه بين البلدان.

لحد تلك اللحظة لم تنجب ارض العراق ولم نجد زعيم سياسي عراقي واحد بواقعية وبساطة وتواضع الزعيم كريم ابو الفقراء وابو العراقيين رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here