حلم الدولة …قراءة في الضياع الشيعي

علي هادي الركابي
لست حزينا ؛انما يؤلمني شعور قديم بالآثم كنت احسبه قد ضاع وتلاشى؛ منذ اليوم الذي قررت فيه ان يوم سقوط البعث وصدام هو يوم ذروة النصر وشفاء الجرح لدى الشيعة و العراقيين عموما ؛ ولكن لشد ما كنت مخطئا ها انا ذا اكتشف ان اوجاعي لازلت تان ؛ في موضع ما في جسدي او قلبي لا فرق بانتظار اصبع او يدا تزيل ركام ال المائة عام من الظلم والقتل والارهاب ؛ والفساد الذي اكل الحلم وما بعده فكانت تجربة تبكي لأجلها الاجيال .
ناضل الشيعة منذ بداية تأسيس الدولة العراقية عام 1921 من اجل حقوقهم التي دفنت بعد مقتل ائمتهم واحدا بعد واحد حتى ملئت أصقاع الارض بأبناء علي عليه السلام ؛ فتوزعت اجسادهم بين جبال وتلال وصحارى الكون .لا نذهب بعيدا الى بني العباس او بني امية لنمر بدولة العراق الفتية ؛ حوربت هذه الطائفة وتم انتهاك وقتل علماء حوزتها وابناءها وكل من يقول لا لنظام الحكم الجديد وملكه القادم من الحجاز بعد ان جهزوا ثورة العشرين وخاضوها كاملة ؛ وخرجوا خاسرين كل مقرراتها بعد ان خسروا اتفاق التأسيس فكان ضياع الحلم الاول . مرت الايام وقدموا كل شيء ثانية ؛ علماء وبناة واطباء والكثير من اعلام الشيعة على مذبح الدولة المنتظرة او كما يسموها دولة علي (ع) . حلم الشيعة في الدولة العراقية ؛حلم كبير يتجدد يوما بعد يوم ؛ وبدا يكبر قبل ان تنهض حركتهم الاسلامية بداية الخمسينيات من القرن المنصرم ؛ والتي لم تبق طويلا ؛ بعد ان اجهضها القوميون ومن ثم البعثيون فماتت سريعا ؛ ومع موتها بدأت اله الموت والفتنة تحصد ابناءها وحوزتها بمؤامرات وتخوين وفتن يشيب لها راس الوليد قبل ابيه؛ اين نحن الان ؟وفي اي نقطة من الانطلاق فلقد فقدنا بوصلة الاتجاه وضاع التاريخ بما فيه قبل ان نضيع في دوامة التاريخ الحديث .
سيدي( محسن الحكيم) اما جلا على سمعك ن تجربتنا قد افشلها الفاسدون ؛ وان دولة تاريخها كتب على جدرانه ..اننا من افشلنا الحلم ؛ ايها( الباقرين الشهيدين) ؛ الا علمتما ما حل بنا ؟ فقد تكالبنا على بعضنا البعض وسقطنا بعضنا البعض حتى تمادى علينا اخساء القوم ومنحرفيهم ؛اين انتما ايها الجليلان لتخبرا امامكما( الخوئي) انه لا طاعة لتلميذه الوفي (السيستاني) من قبل افات الدولة العميقة فلقد سرقت الدولة وضاع الحلم من جديد ؛ اخبراه ان ايضا ان دماء وتضحيات ال المائة عام قد اكلها جبناء القوم ومنتفعيهم ..اخبرا (الصدر الثاني) ان الدولة الفتية اصبحت عرجاء ولايمكنها ان تقوم حتى ولو تعكزت على مهدي الحكيم او قاسم شبر وحتى قبضة الهدى فانه تاريخ لا يمكن ان يرجع ..سيداي اما علمتما اننا نقتل بعضانا بعضا ونسقط بعضنا بعضا؛ ونبيع بعضا بعضا همنا ان نبي كرسي سلطتنا قبل ان نبني كرسي دولتنا ؛ فكرتنا يوما سيد ابا جعفر( ان الكثير منا سيشبه هارون الرشيد يوما ما) ( ومن منكم سيرفضها ان هي عرضت عليه ).
نعم فلقد اخذتنا هذه الدنيا التافهة واخذت كل احلام بناء الدولة بعيدا ؛ وسرقنا الفاسدون من دون ان نعلم؛ وبعنا حلمنا كما باع الفلسطينيون حلمهم فضاع بين فتح وحماس؛ ام نحن فضاع بين اكثر من الف لص سرقوا كل الشي الدولة والحلم والمال والارض …..من جيوب الشهداء ومن المائة عام تضحيات ؛ فكان ضياع ال15 عاما ؛ضياع يكتبه التاريخ ؛ ويخطه الحلم الكبير بقلمه الفتي ؛ لتقرئه الاجيال القادمة وتحت عنوان كبير……….. سرقة الحلم او ضياع الحلم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here