الطابور الخامس اخطر الجواسيس

الطابور الخامس هو الأسم الأسم الأكثر تهذيبآ للجواسيس العقائديين الذين يتم زرعهم بعناية فائقة في صفوف ( الأعداء ) بشكل سري للغاية خوفآ من انكشافهم و فضح امرهم و هم عادة ما يكونوا من مواطني البلد المستهدف في محاولة لأبعاد الشك و الريبة عنهم و جعل الأمر يبدو و كأنه وجهة نظر لمجموعة من المواطنيين لهم رأي آخر مخالف لما هو عليه الراي العام السائد و لظروف عملهم السري ان كانت ( الأشاعة ) هي من الأسلحة الفتاكة التي كثيرآ ما يعتمد عليها الطابور الخامس في بث حالة من الخوف و الذعر و من ثم الأضطراب و الشلل في صفوف ( الأعداء ) .

الطابور الخامس في العراق اليوم يختلف كثيرآ عن ذلك الذي نقرأ عنه في كتب التأريخ الحديثة من حيث السرية و العمل بالخفاء و التستر على الأمر لا بل على العكس اصبح التبجح و التباهي في الأنخراط بالمشروع الأيراني من سمات العديد من الفصائل المسلحة العراقية التي ارتضت ان تكون و تحت شعار بائس و غير نافع و لا مجد و فيه من النفاق و الدجل الشيئ الكثير في ( الدفاع عن المذهب و حمايته ) فأن كانت ( ايران ) في حالة حرب مع دولة ما انبرت تلك المجاميع المسلحة العراقية للمشاركة في تلك الحرب و كانت رأس الحربة و الطلائع المقاتلة و المستميتة و ان هادنت ( ايران ) دولة ما كانت الفصائل ذاتها في هدنة ايضآ مع تلك الدولة فحين تبدل الموقف الأيراني من دولة ( قطر ) و التي كانت الراعي الرسمي و العلني للعديد من المنظمات الأرهابية كذلك كانت الفصائل السائرة في الركب الأيراني هي الأخرى قد خففت من حدة العداء الذي كان مستعرآ تجاه ( قطر ) .

كان سؤ التقدير و غياب العقل السياسي الأستراتيجي و التبعية لأيران اهم ما تميز به ( السياسيين ) العراقيين بعد التغيير الذي اطاح بالنظام السابق ان طالب ( رئيس الوزراء ) السابق من القوات الأمريكية المتواجدة حينها في العراق بالأنسحاب و الرحيل من البلاد في حين لم تكتمل بعد القدرات الدفاعية و التسليحية للجيش و القوات المسلحة العراقية الأخرى في بادرة طيش سياسي و حماقة صبيانية او اجندات ايرانية و اعتبر وقتها ذلك الأنسحاب عيدآ وطنيآ يضاف الى سجل ( انجازات ) رئيس الوزراء السابق و الذي لم يكد يصحو من نشوة ( النصر ) بالجلاء العسكري الأمريكي الا و كانت ثلاث محافظات عراقية بأكملها تحت سيطرة تنظيم ارهابي مجرم ( داعش ) حينها بدأت الدعوات للقوات الأمريكية للعودة و المساعدة و تقديم العون و المشورة العسكرية المباشرة في الحرب على ذلك التنظيم الأرهابي .

ما ان انتهت الحرب العسكرية على تنظيم ( داعش ) و ان كانت الحرب الفكرية لم تنتهي بعد حتى اومأت القيادات الأيرانية لأتباعها من المجاميع المسلحة و التي بدأت باطلاق التهديدات بأستهداف القوات الأمريكية التي تواجدت بناء على طلب او حتى توسل من الحكومة العراقية و بدأ سيل من التهديد و الوعيد و التصريحات الهجومية للعديد من قادة تلك الفصائل وسط صمت حكومي مريب و مشين و كما يبدو انه اتفاق فيما بينهما بأعتبار ان الحكومة الحالية هي امتداد لتلك التي سبقتها و ان الحزب الحاكم ( حزب الدعوة ) هو نفسه الذي كان في الدورة السابقة على رأس الحكومة الفاشلة و انه ذاته صاحب تلك الهزائم المتكررة و الأخفاقات المتعددة و ان تغيرت الوجوه و تبدلت الأقنعة .

بدأ الطايور الخامس الأيراني في العراق بالتحرك و بث الأشاعات و الأقاويل و ايهام الناس و المواطنيين العراقيين في ان ( داعش ) و غيرها من المنظمات الأرهابية انما هي صنيعة الأمريكان و تتلقى الدعم المادي و التسليحي و المخابراتي منهم في حالة من الأستخفاف بعقول الناس و مداركهم و كأن الحقيقة لم تدخل الى كل بيوت العراقيين مع دخول الأنترنت و وسائل التواصل الألكترونية و لم تعد تلك الفبركات الساذجة لتنطلي على احد وأن كان الأجدر بهم تبرير ذلك الدعم المباشر من قبل الحكومة السورية لتنظيم ( القاعدة ) الأرهابي الذي كان يدرب في المعسكرات التابعة للمخابرات السورية و بتمويل و دعم الحكومة الأيرانية و من ثم يتم الزج بهم في العراق في تلك الموجة الفتاكة من الأرهاب الأسود الذي اجتاح و فتك بالشعب العراقي و ابناءه و ذلك بأعتراف صريح من رئيس الوزراء العراقي السابق شخصيآ ( الموالي للحكم الأيراني ) و الذي هدد علنآ الحكومة السورية حينها بالشكوى الى مجلس الأمن الدولي بعد ان طفح الكيل و لم يعد التغاضي ممكنآ .

كان المسؤول الأيراني الرفيع ( مستشار المرشد الأعلى ) الذي اسدى ( النصائح ) القيمة لأتباعه ( عملائه ) في وجوب عدم السماح للشيوعيين و اللبراليين من الوصول الى الحكم في العراق و ان كان ذلك عن طريق صناديق الأقتراع و الأنتخاب الحر و كان الجميع من مؤيدي ( صدام حسين ) او حتى اعدائه من العراقيين و الذين انتابهم الغضب الشديد و الأحساس بالدونية عندما صرح المسؤول الأيراني الرفيع الآخر بأن

هم هم الذين اعدموا ( الرئيس العراقي السابق ) في موقف متعجرف و متعال من اولئك الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا اداة للأجنبي في تنفيذ اجنداته و تحقيق مآربه و ان كانت على حساب و مصالح ( شعبهم ) و امنه و استقراره و رخاء مواطنيه انهم عملاء رخيصين الى درجة انهم لا يتقاضون اجرآ عن اتعابهم بل يقدمونها مجانآ انهم طابور خامس بأمتياز .
حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here