جواد ملكشاهي
زار وفد كوردي كبير من ممثلي قوى سياسية وبرلمانيين واكاديميين ورجال دين مدينة النجف الاربعاء الماضية لغرض المشاركة في جلسة نقاشية لبحث مشاكل العراق والذي تم تنظيمه من قبل مركز الرافدين للحوار ومؤسسة ميري للدراسات.
استثمر الوفد الكوردي الزيارة للقاء المرجعيات الدينية العليا في النجف الاشرف سعيا لكسب دعم تلك المرجعيات للدفع بالحوارات الجارية بين اربيل وبغداد للوصول الى اتفاق شامل على مجمل الخلافات طبقا للدستور العراقي ، بعد مماطلة الحكومة العراقية في حسم الخلافات وبالاخص في قضية دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات بعد اكمال جميع الاجراءات التي وضعتها بغداد كشروط لحسم هذين الملفين المهمين والتي تخص حياة اكثر من خمسة ملايين مواطن كوردي في اقليم كوردستان بشكل مباشر.
لجوء الكورد الى المراجع الدينية في مدينة النجف لدعوتها للعب دور في حلحلة الامور خطوة جيدة نظرا لتأثير تلك المرجعيات على القوى الاسلام السياسي الشيعي التي تقود البلاد حاليا ، لكن هذه الخطوة ان دلت على شيء انما تدل على خيبة امل الجانب الكوردي من الحوارات مع الجانب الحكومي في بغداد الذي لايلتزم بوعوده التي يطلقها من خلال وسائل الاعلام واعلان استعداده لحل الخلافات على اساس الدستور العراقي.
باعتقادي الاحزاب الشيعية التي تعمل على وفق نظام الاغلبية في الحكومة والبرلمان العراقيين لاتتأثر كثيرا بمطالب المرجعيات الشيعية ، لأن المرجعيات الدينية طالبت ولمرات عديدة تلك القوى بضرورة مكافحة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة العراقية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين ولكن تلك المطالبات لم تلق اذانا صاغية من قبل قيادات تلك الاحزاب ، ولازال العراق يعاني من ازمات اقتصادية حادة وتدني الخدمات ووصول الفساد الى مستويات خطيرة بحيث اصبح العراق ضمن الدول العشر الاولى في الفساد في العالم.
زرت العام الماضي ضمن وفد الهيئة التنسيقية العليا للكورد الفيليين مدينة النجف الاشرف والتقينا سماحة المرجعين بشير النجفي ومحمد سعيد الحكيم بشكل منفصل وطالبناهم بالتدخل لزيادة مقعد الكوتا للكورد الفيليين ومطالبة الحكومة بحل مشاكلهم القانونية باعتبارهم مواطنين عراقيين تعرضوا للابادة الجماعية على يد النظام المباد ، الا ان المرجعين اعتذرا عن التدخل في الامر وقالا بالحرف الواحد” ان معظم قادة الاحزاب السياسية الشيعية فاسدون و لا يستمعون لنصائحهم ولايكترثون لمطالباتهم ، مؤكدين انهم خلال اللقاءات يعلنون عن استعدادهم لسماع وتنفيذ نصائح المرجعيات الا انهم لايلتزمون بوعودهم على ارض الواقع.
ان تحرك الوفد الكوردي على المرجعيات الدينية لحل الخلافات بين اربيل وبغداد سوف لايكون له اي مردود يذكر على مستوى حسم الخلافات بسبب عدم التزام القادة السياسيين الشيعة بوعودهم حتى ازاء جمهورهم الشيعي في العراق الذي يعاني من فقدان ابسط الخدمات والمرض والبطالة والفقر والعوز ولكنها ضرورية للتواصل بين الجانبين على المستوى الجماهيري وتعزيز الاخوة العربية الكوردية لاستمرار التعايش السلمي بين المكونات العراقية وبالاخص بين شعب اقليم كوردستان واشقائهم العرب الشيعة في مناطق وسط وجنوبي العراق.
Read our Privacy Policy by clicking here