بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، (المرأة في الشرق)

إذا اردنا ان نعرف حقيقة الاخلاق التي ينطوي عليها الرجل أياً كان ما يفعل، فما عليك إلا ان تسمع حديثه الخاص بشأن المرأة.
فالرجل المستهتر يتحدث عنها باعتبارها متعة ولذة، والرجل الجاهل لا يرتفع في الحديث عنها عن التقاليد. وكلاهما يعتبر المرأة وسيلة لخدمة الرجل وبقاء النوع البشري. فيجب الاً تكون شيئا آخر سوى زوجة وام. ولكن الرجل الناضج، الذي درًب ذهنه على الفلسفة الاجتماعية العصرية ينظر الى المرأة كما ينظر الى الرجل باعتبار كل منهما غاية وليس وسيلة.

ان المرأة انثى لا شك في ذلك. والرجل ذكر لا شك في ذلك، ولكن معنى هذا ان تحترف المرأة انوثتها وامومتها، كما ان الرجل لا يحترف ذكورته وابوًته.
لقد بالغت الامم الشرقية واسرفت في تأنيث المرأة، حتى جعلتها احيانا بعض (الفراش) وكانت النتيجة لهذه المبالغة ان المرأة الشرقية لم تعد تصلح لان تكون زوجة. لانها لم تعد زميلة لزوجها، ثم لم تصلح لان تكون أمًا، لانها لا تختلط بالحياة الاجتماعية، وتربية الاطفال تحتاج لشيء غير قليل من الخبر الاجتماعية. كما تحتاج الهناءة الزوجية الى زمالة الزوجين.

يجب ان نرفع المرأة من الانوثة الى الانسانية !
يجب ان نعلمها وندربها كي تختلط بالمجتمع وتحترف وتكسب، وتشترك في الوظائف العامة والمناصب العليا، وتصوت وتنتخب للبرلمان، حتى يستوي عقلها بالعقل العام الراقي، ليس في وطنها فقط، بل في العالم كله.
يجب ان تمارس المرأة حقوقا كي تؤدي الى واجبات رفيعة للوطن والعالم والعائلة.

الزوجة المثلى او الام المثلى ليست هي التي تتفوق في غسل الملابس وطبخ (البامية)، وليست هي التي تغري زوجها بانوثتها، وانما هي تلك التي تعلمت وتدربت في الواجبات والحقوق الاجتماعية وكسبت وبصرت بالتطورات الاجتماعية.
هي التي تخاطب فيها عقلها المفلسف، النير، السخي، وليست هي التي تخاطب فيها الثديين الرخيمين والبطن الطري.

* مقتبس من كتاب (طريق المجد للشباب) للكاتب الموسوعي سلامة موسى
(*) د. رضا العطار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here