ستيفن هوكينغ00 وداعا

في سلسلة مقالات لماء الذهب:

بقلم رحيم الشاهرعضو اتحاد أدباء أدباء العراق(1)

انا اكتب، إذن انا كلكامش ( مقولة الكاتب) (2)

مقالتي حمالة النثر القديم ،ورافعة النثر الجديد( مقولة الكاتب)

لم يكن ستيفن هوكينغ ، أفضل من علمائنا ، لو تعلمنا كيف ننصف العلماء ، ومن هم العلماء ، لكننا امة عمياء ، وهبها الله تعالى خير العلماء، فوأدتهم بفتنها ومصائبها وصيحاتها التي لاتنتهي ، وجرتهم الى لعناتها ، ووهبها شيطانها ان تبصر فقط : كيف تنفي العلماء ، او تضيق عليهم !

ستيفن هوكينغ00 اينشتاين العصر ، سابق المرض عبقريته ، فحوله إلى شبه مشلول ، لكن شعبه المتفتح ، كان سباقا إلى معرفة العلماء ، وشراء رضاهم بأية وسيلة كانت ، لأنه يعلم بثقافته الموروثة أين يكمن موضع العلماء، فمد له ذراع العبقرية ، وقهر مرضه وشلله ، وجعله يمارس العبقرية حتى آخر لحظة من حياته، بينما نحن نطارد العباقرة بكل حميرنا وعتاتنا ، حتى لانجعل لهم موطئ قدم في ظهرانينا!؛ لأننا نعلم مسبقا ان النور خطر على الظلام ، وان في النور كشف لأهل الباطل ، وأهل الباطل كثر كما وصفهم الله تعالى بقوله ( وأكثرهم للحق كارهون)، ولأن فضاء خفافيشنا المفضل هو الليل ، والعبقري نهار ، فالعبقري عندنا خطر على الخفاش!

ستيفن هوكينغ 00 رحل ، لكنه رحل برضا وقرة عين واعدة ، وشعبه البريطاني هو الآخر ودعه برضا وقرة عين ، فلم يرحل ساخطا على قوم كانوا يصنعون حوله كل الفوضى ، ويفضلون الخرافة على كتبه المتنورة، ويهدون اليه كل الحرمان ، ويضايقونه بكل صغيرة وكبيرة!

ستيفن هوكينغ00 رحل ، فظلت أطرافه المشلولة، تحاكي مجد انكلترا العظيمة ، فهو حي في كل لحظة من لحظات العبقرية ، وفي كل ضمير وجد في العالم : خلاصا وحضارة وحرية ، ورقي!

ستيفن هوكينغ00 معلم من معلمي هذا الزمان ، وهذا العالم ، فتح الله تعالى مداركه ، ليحدق في بعض من عجائب ملكوت الله تعالى ، فهو ليس بأرقى ولا أفضل من علمائنا ، لو أتيح لهم أن يدركوا ، ماادركه هو ، ولكننا وضعنا حول كل عقل وعبقري من عباقرتنا منظومتنا التحطيمية ، تحت شتى المسميات الاجتماعية والدينية والتلفيقية ، فحطمنا عبقرية علمائنا ، وجعلنا مواهبهم تذهب هباء ، تحت مختلف المسميات ، ولم يكن لدينا قانون إنصاف المواهب ، وقبله قانون اكتشافها ورعايتها ، فصار العالم لدينا شاذ قصير العمر!

لو كان ستيفن هوكينغ ، معلما من معلمينا ، لكان حتى هذه اللحظة يبحث عن لحظة تعيين ، وسقفا يقي كتبه وأفكاره وحاجياته من عبث الرياح والأمطار0

ستيفن هوكينغ00 أدرك عظمة الله سبحانه و تعالى ، بعظمة هذه المجرات المذهلة المتناهية التشعب والامتداد السرمدي العجيب ، فقدم نظريته : نظرية التمدد الكوني ، فهل كان جسده لايحتمل عبقرية عقله ، على قول المتنبي الشهير:

وإذا كانت النفوس كبارا

تعبت فيي مرامها الأجسامُ

أم أن في الأمر،سرا عجائبيا آخر00!

17/3/ 2018

1() تكرار لفظة الادباء، معيار يبحث عن العقلاء

2() للكاتب لائحة اقوال وآراء ينفرد ببها عن غيره

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here