طريق المجد للشباب، (حلقة ثقافية)، المروءة تصقلنا !

(*) د. رضا العطار

عندما ننصح لآحد الشباب بان ينشط لمعاونة الغير، او الى اسناد المروءة الى المحتاجين، يكاد هذا الشاب المستمع يعتقد انه يطالب بالتضحية، واننا نكلفه شيئا يتجاوز الفروض والواجبات.
ولكن قليلا من النظر السيكولوجي لمواقف المروءة والتعاون على البر والاحسان تجعلنا نفهم او نوقن بان هذا الشاب البار الذي يمارس المروءة ينتفع ببره ومروءته مثلما ينتفع ذلك الشخص الذي اسدى اليه البر، بل ربما اكثر منه.
ذلك اننا بهذه الممارسة، نزيد الاحساس الاجتماعي في نفوسنا. ونتعوًد ما يلابس هذا الاحساس من مجاملات لفظية او ايمانية تحمل كل من يصادفنا على احترامنا وحبنا، بل اكثر من هذا، وهو اننا نتجه اتجاه الخدمة والحب للمجتمع. فنتجنب الاثم والعار والجريمة. ونمارس الفضيلة الاجتماعية في غير تكلف.

ممارسة المروءة تجعلنا اجتماعيين، حين ننأى عن الشذاذ والاجرام ـ لان ابرز صفات المجرم انه انفرادي، يفكر في نفسه فقط ـ فهو يتجلف في لغته، ويمدح نفسه، ويعد المروءة سخفا، ثم لا يبالي بعد ذلك ان يخدعك ويسرقك. لان (الغرائز) الاجتماعية لم تجد عنده ما يرويها ويصقلها من التعاون والمروءة.

مارس ايها الشاب المروءة والنجدة والشهامة، واعلم انك حينما تسدي المعاونة الى احد المحتاجين، وانها قد تكلفك مادة يسيرة ولكنك تكسب من وراء ذلك، تربية نفسك وصقلها ورفعها الى المستوى الاجتماعي الذي ينأى بك عن الشذوذ والاجرام، واذكر اننا نحس الحب للناس عندما نخدمهم، ونحس الشهامة عندما ننجدهم.
فالنفس السوية هي في النهاية النفس الاجتماعية !

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للكاتب الموسوعي سلامة وموسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here