الالحاد والأديان الابراهيمية محور الامسية التي قدمها الكاتب والشاعر صادق العلي في قاعة مركز المصطفى الثقافي

يواصل مركز المصطفى الثقافي في مدينة ديربورن تقديم أمسياته الثقافية من خلال إستضافة عدد من المثقفين العراقيين ، حيث إستضاف مساء السبت الشاعر والكاتب صادق العلي في ثالث أمسية له والتي تمحورت حول مفهوم ( الالحاد والاديان الإبراهمية ) حيث ناقش العلي المفهوم المذكور في سياق منظور ( اللا أدري أو اللا إكتراثي ) الى جانب مناقشته في ضوء مفهومه السلبي والايجابي ، وإعتمد الكاتب والشاعر صادق العلي على عدد من الطروحات والرؤى التي قدمها عدد من الفلاسفة التي التي أثارت الجدل حول ( الالحاد الربوبي الديني ) وحاول مقاربتها مع مفهوم الالحاد المجرد الذي باتت تعيشه البشرية الآن ، وأشار العلي الى نسب الملحدين في فترات تاريخية مختلفة مشيرا ً الى ما نسبته 2 بالمئة في فترة ما وصولا الى 25 بالمئة في نهاية القرن العشرين حيث يأتي تسلسل أتباع المبدأ الالحادي ثالثا ً بعد أتباع الديانة المسيحية والاسلام ، ولم يكتف الباحث العلي في مقاربة المقولات الفلسفية لعدد من الفلاسفة التي تحدث عن مفهوم الالحاد بل حاول التنقيب عن المفهوم في الكتب المقدسة ومنها القرآن الكريم حيث إستشهد بعدد من الآيات التي جاء في سياقها كلمة إلحاد أو تعبير يدل على الالحاد مبينا ً أن هذا المصطلح ليس غريبا ً على الاذهان فقد شاع في العصر العباسي من خلال ما اثير حول ما كتبه الراوندي الذي واجه رفضا ً لأفكاره ورؤآه ، وبعد طرحه لمجمل المقاربات المطروحة في مفهوم الالحاد فتح باب الاسئلة من قبل الجمهور الذي طرح عددا ً من الاسئلة على الباحث صادق العلي الذي أجاب عليها وفق منظور فلسفي وليس دينيا ً ، وخلص العلي الى أن مسألة الاثبات والنفي متساوية فيما يتعلق بحقيقة وجود الإله ، ويبقى العامل اليقيني مرتبط بمدى تبني الشخص لمبدأ الايمان أو الالحاد في ضوء منظومة مسلماته الفكرية وإتجاهاته الفكرية ، وفي سياق الحديث عن مفهوم الالحاد في وقتنا الراهن لابد من القول أن ثمة اسباب مازالت تلعب دورا ً في تغيير نهج الناس وخاصة فئة الشباب ، ولعل الخطاب الديني السائد ومظاهر الصراعات السياسية التي تتمظهر بأشكال دينية لعبت الدور الأكبر في تغيير توجهات العديد من فئات المجتمع ، وما بات يدق ناقوس الخطر هو إتساع نطاق ظاهرة التطرف الديني التي ألقت بظلالها مجمل المشهد الديني والاجتماعي الامر الذي دعا حكومات ومنظمات وجهات رسمية الى دراسة الظاهرة وإيجاد الحلول لإجتثاثها ، وإعتماد نهج الاعتدال ، لان ظاهرة الالحاد ولاسيما في المجتمعات المسلمة أحد أهم أسبابها هو التطرف والغلو ودعوات تكفير الآخر ، يذكر أن المجتمعات الغربية تعاني أيضا من إتساع نطاق ظاهرة الالحاد لأسباب تختلف عن تلك الاسباب التي أدت الى الالحاد في المجتمعات الشرق أوسطية والمسلمة .

قاسم ماضي – ديترويت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here