الحكيم والمسار الجديد !.

رحيم الخالدي

تخليد الشهداء دين برقبة من حصد الحرية والتغيير، نتيجة لتلك التضحيات التي وهب مضحيها أرواحهم فداء للوطن، وهذا برتوكول عالمي وكل دولة لديها ثائرين، ولا ننسى مؤسس الثورة الأول سيد الشهداء، أبي عبد الله الحسين “صلوات ربي وسلامه عليه”، ومنه إنطلقت الثورات تباعاً، مستنبطين منه كيفية الإنتصار، وبهذا يقول غاندي مقولته المشهورة، “تعلمت من الحسين كيف أنتصر وأنا مظلوم”، سيما باقي الثائرين، وكثيرون هم الذين وهبوا أرواحهم فداء، ويعطي أعز ما يملك، ولنا بشهيد المحراب أنموذجاً رائعاً، وهو الذي يدعي رَبّهُ كُلَّ صلاةٍ لنيل الشهادة .

نقلت قناة الفرات الفضائية إحياء الأول من رجب، ذكرى إستشهاد السيّد محمد باقر الحكيم (قدس)، وهي الذكرى الخامسة عشر، ومن نصب الشهيد، وفي هذه المرة ليس كالمعهود سابقاً، فكان اللون الأزرق طاغياً مرفرفاً بالأعلام الزرقاء، إضافة لباقي المحافظات التي خرجت لتخليد الذكرى المؤلمة، التي تمر في الأول من رجب المرجب، وخرجت معه ثمانية عشر محافظة، وكان النقل حياً على الهواء لتلك الجماهير، التي خرجت لتخليد تلك الذكرى، حيث ألقى سماحة السيد الحكيم كلمة تحمل كثير من المعاني، وهي بالطبع رسائل لكل الأحزاب والسياسيين في العراق .

المتابعين لكلمة الحكيم قسم منهم لم يفهمها! وترجمها بواسطة عساكر الفيس بوك، وقلبوا الحقائق للتغطية، وعدم فك الشفرات مقصوداً من الأنداد، التي كان يقصد بها التخبط في إدارة الدولة طول السنوات المنصرمة، وأشار في بعض كلمته التركيز على رسائل المرجعية، التي تم إلقائها من منبر الجمعة سابقا،ً وهي بالطبع تحمل معاني كثيرة، لا يفهمها إلا من يعرفون سلوك وطريق الحكيم، وقسم أخر متعجب من الكلمات الشديدة، والمراهنة على الجيل الجديد، الذي يضمهُ تيارهُ حديثُ العهدْ، إثر الإنسلاخ من المجلس الأعلى الإسلامي العراقي دون ضجة، وهدوء قاتل يرافقه الثناء على القيادات التي آثرت البقاء في المجلس دون الإندماج معهُ .

الحكيم هذه المرة يراهن أن القادم لهُ حضوراً مؤثراً فيه سياسياً، وليس حضوراً هامشياً من خلال الجموع التي تم نقل تواجدها، ولعل الفرصة التاريخية لتيار الحكيم هذه المرة، سانحة أن يكون الكتلة الأكبر شيعيا،ً وحتى وطنيا كونه التيار الوحيد يدخل الإنتخابات دون حلفاء! مما يجعلهُ الواثق من نفسه يروم التغيير بواسطة الشباب، يحملون مؤهلات قادرين على إدارة الدولة، سيما أنه نادى ولأكثر من مرة حول دخول الشباب المعترك السياسي، أسوةً بباقي دول العالم، والرئيس الكندي مثالاً واضحاً، وكيف نجح الشاب الذي ملأت صوره الفيس بوك، إضافة للمواقع العالمية، وهو يسير بين الناس دون حماية ولا صافرات، أو رتل بأسطول من السيارات المصفحة .

هذه المرة ليس كسابقاتها، والتي أشار لبعض الأحزاب، التي تستهدفهُ مباشرةً! وعلّقَ عليهم بكلمة (المالهم شغل)، تاركين ما يمر به العراق والمرحلة الراهنة، ونحن بصدد كيفية بناء الدولة بعد الإنتهاء من داعش نهائياً، سيما ونحن مقبلين على إنتخابات مصيريّة وهي ستحدد من كان يعمل للعراق، ومن كان أداة بهدمه! وجعلهُ لقمةً سائغة بيد الإرهاب الداعشي، شاغلين أنفسهم بالحكيم ما يعمله تياره، لأنهم مفلسين ومتقوقعين لا يملكون برنامج بناء دولة، كما أشار لعدم تدخل الدول المجاورة التي تتسابق لتضع بصمتها من خلال الموالين لهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here