حوار شامل وصريح مع الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط

أحمد ابو الغيط لـ “مجلة الرجل”

لصورايخ الحوثية تهدد كل عاصمة عربية

اثق بان محمد بن سلمان سيواصل المسيرة

عالم السياسة العربي تحكمة مصالح ضيقة

أكثر ما يقلقني طول فترة التخلص من فوضى الربيع العربي

الرجل-دبي:

كشف رئيس جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط بأن أكثر ما يقلقه اليوم “طول الفترة التى يحتاجها الأمر لتخليص العالم العربي من فوضى ما سمي خطأ بالربيع العربي”.

وأوضح ابو الغيط في حوار شامل مع مجلة الرجل بأن “العالم العربي تعرض لهزة كبرى أخطأ البعض فى تسميتها بالربيع العربي، وكانت مأساة أدت لتدمير دول بالكامل وتهديد مستقبل شعوبها” ومع هذا فإنه يعتبر أن “الأمل مازال موجوداً فى إصلاح ذات الشأن وفى بناء التواصل بين العرب حفاظاً على الإقليم العربي من أطماع القوى الطامعة فيه وبالتحديد إيران”.

ويستثني ابو الغيط تونس من المسارات “الكارثية” قائلاً “الربيع العربي أدى لتدمير مدن وحواضر ودولاً كاملة والمسار التونسي يختلف عن بقية المسارات لأن التعليم زُرع فى نفوس أهل تونس على مدى عقود بما أدى إلى وجود شخصية تونسية تتسم بالانفتاح على العالم الخارجي وعلى الثقافة والمعرفة”.

ووصف ابو الغيط في حديثه لمجلة الرجل عالم السياسة العربي بأنه محكوم بـ “توجهات ومصالح ضيقة كثيراً ما تفرض ثقلها على القرار العربي” ودعا الزعماء العرب لـ “نظرة منفتحة وإنكاراً للمصالح الضيقة بشكل يفتح الطريق لتفاهمات وتواصل عربي/عربي يتجاوز أوضاع اليوم”.

ورداً على سؤال مجلة الرجل يتعلق فيما اذا كنا سنشهد عالماً عربياً بلا حدود على طريقة الاوربيين، قال ابو الغيط “ليس هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى فكرة الدولة العربية الموحدة”، واضاف” إذا ما نجح العرب فى تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي شامل يضعهم فى مصاف الدول المتقدمة، فهذا بلا شك يمثل طريقاً لكيان عربي اقتصادي أكثر تقدماً عن الوضع الحالي”

وابو الغيط ليس متفائلاً بأن مكافحة الارهاب ستنتهي الاسوع القادم او الشهر القادم او السنة القادمة، يقول “نحن امام عقود من العمل لكي نمنع هذه المنظمات الارهابية والفكر الارهابي بأن يسلب الشباب مستقبلهم ويأخذهم في مواجة الصدام والانتحار والقتل”.

ولكي ننأى بالشباب بعيدا عن الارهاب يرى ابو الغيط اننا “بحاجة الى جهود في عملية التشغيل والتعليم وتوفير فرص العمل، بحاجة الى عملية فتح افاق المجتمعات والتنوير وتعميق اهتمام الدول العربية بالمعلوماتية، على سبيل المثال الامارات اصبحت متفوقة على الدول الاوربية”.

ووصف الامين العام ابو الغيط الدور السعودي في العالم العربي بـ”الهام المتعاظم”، وعبر عن تفاؤله بالتحولات الجارية داخل المملكة وتمنى للقيادة السعودية التوفيق، وينظر الى عودة المحور السعودي –المصري كقاطرة العمل العربي المشترك على أنه “امل كبير” يتطلع اليه.

وفي سياق آخر يتعلق بتجربته وخبرته الطويلة بالعمل الدبلوماسي ينصح الشباب الذين يفكرون في العمل الدبلوماسي أن “يتسلحوا بعناصر محددة فى مقدمتها الاطلاع الواسع، الإيمان ببلدهم وبدبلوماسيتها وبسياساتها، بذل الجهد المستمر، واتقان الملاحظة المدققة في كل شئ، وتدريب الذاكرة، ودراسة التاريخ الإنساني بعمق، وأن يعتبروا المنصب الدبلوماسي فى أى موقع معركة ممتدة لخدمة الوطن”.

وأهم درس تعلمه ابو الغيط من واقع عملة في السلك الدبلوماسي منذ منصف ستينات القرن الماضي هو ان “الحياة والمفاهيم ليست جامدة وأن ما يبدو خطأً اليوم تكتشف صحته في الغد والعكس صحيح”.

وعلى المستوى الشخصي وبعد كل هذا المشوار الطويل يتوق ابو الغيط للتجوال فى كافة ربوع مصر والعالم العربي، والتمتع بالشواطئ العربية والجلوس والنظر إلى أمواج الشواطئ، فهو يرى الطبيعة ساحرة في أنحاء كثيرة من الوطن العربي من المغرب إلى عمان.

ويكشف أبو الغيط عن هواياته لمجلة الرجل فيقول “عندما كنت صغيراً كانت أهم هواياتي، ولازالت القراءة المدققة فى التاريخ، وبالذات فى مجال الحرب والسلام والعلاقات الدولية، وممارسة رياضة الاسكواش، وجمع الطوابع ولدى عدة آلاف من الطوابع ذات القيمة العالية”.

ويشار ان ابو الغيط الّف كتابين هما “شهادتي” و”شاهد على الحرب والسلام”، يروي فيهما خلاصة تجربته الشخصية ويوثق لابرز محطات عمله الدبلوماسي –السياسي في مصر”.

وبعيداً عن مشاغل الدبلوماسية وهموم السياسة، فان ما يجلب السعادة الى قلب ابو الغيط هو “القراءة قبل أى شئ، ثم القراءة أمام أمواج البحر، وأمتع أوقاتي هي عندما أكون بصحبة زوجتي”.

وجدير ذكره ان ابو الغيط من مواليد القاهرة في 12 يونيو/حزيران 1942 حاصل على بكالوريوس تجارة، عمل في الدبلوماسية المصرية لفترة تجاوزت النصف قرن عاصر خلالها رؤساء مصر جمال عبد الناصر وانور السادات وحسني مبارك، بدأ موظفا صغيراً في الخارجية المصرية عام 1965، ثم غدا مستشار للامن القومي في 1971 وشغل منصب سفير مصر في موسكو وعين ممثلا لمصر في الامم المتحدة، وارفع منصب تقلدة هو وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لمدة تقارب السبع سنوات.

استمر في منصبه وزيرا للخارجية بعد تنحي مبارك، الى أن تمً اقالة الحكومة بضغط من ائتلاف شباب الثورة في 6 مارس 2011، ثم انتخب أمينا عاما لجامعة الدول العربية في مارس/آذار 2016 لدورة تمتد لخمس سنوات تنتهي عام 2021.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here