بناء الدولة وجيوش النفعيين

سالم سمسم مهدي

(( أن أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية )) ……. مارتن لوثر كنك …..

لطيف أن نسمع من أحد أن عملية لبناء الدولة مطلوبة للمرحلة المقبلة كضرورة تهيأ لخريجي الجامعات والشباب ككل فرص عمل وأنصاف يكون طريقا صالحاً للاستقرار وُتخرج بلدنا من دائرة العنف والفوضى التي يدور فيها ….

في كل مراحل التأريخ كنا نقرأ ونسمع من الذين يسيل لعابهم للسلطة بأنهم سيكونون النموذج والقدوة إذا آلت أليهم الأمور وهذه وعود تذهب إلى أدراج الريح إذا ما أستقر أي منهم على كرسي الحكم …

كذلك نرى أن الحاشية المحيطة بهؤلاء الأشخاص تتحكم في توجيه الأحداث لصالحها ومنافعها وإن كانت تتعارض مع المصالح العليا للوطن …

ودولة الجزائر الحالية مثالا واضحاً لهذه الظاهرة مع أن هناك دولة قوية ووجود دستور لكن يجري انتهاكه بطرق متنوعة لأن الشلة المحيطة بالرئيس العاجز تُريد أن تستأثر بالمنافع …

في بداية صدر الإسلام كان عمر بن الخطاب يحمل كيس الطحين على ظهره ويجوب شوارع المدينة كي يطرق أبواب الفقراء ويفرحهم عند منتصف الليل والإمام علي كان يوزع ما في بيت المال ويكنسه بيديه الكريمتين اللتين دافعتا عن الإسلام بشجاعة فريدة وهذا ما ساعد على بناء الدولة القوية …

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن الخليفة عمر بعث إلى والي مصر أن أقدم علينا مع أبنك ليأخذ منهما رد الاعتبار لشخص من عموم الناس شكى الخليفة عليهما أما ألإمام علي فكاد يقطع يد أبنته عندما لبست قلادة تعود لبيت مال المسلمين …

أذن بناء الدولة يحتاج إلى ثوابت وأساسيات يرتكز عليها بناء هذه الدولة بعيدا عن الأكاذيب وعما ترى أعيننا من فضائح يُعتدى فيها على المال العام الذي هو من هذه الأساسيات …

كما أن عملية إعادة البناء تحتاج إلى قائد تجتمع حوله كل شرائح المجتمع كي تكون أياديهم واحدة وتدفع باتجاه واحد كي تتحرك المسيرة للأمام وبمراحل مرسومة ومدروسة وأيادي كفوءة لديها تراكم خبرة وعقل نير متفتح وليس من ذات العقول المغلقة أسيرة الأحقاد …

في حين أن التشظي الموجود في المجتمع والمدعوم من أكثر من دولة يجعل من المستحيل بروز مثل هذا القائد في الوقت الحاضر خاصة وأن هذا التشظي مدعوم بسلاح يوازي ما لدى الحكومة أن لم يكن أكثر تحمله أيادي منتفعة أصبحت لها مكاسب ستظل تدافع عنها بقوة ما دامت الدولة ضعيفة والمفسدين يمشون على طولهم كما يقول المثل .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here