نقطة راس السطر، دولة بحلة جديدة.

علي الحسيني.
البناء يحمل دلائل كثيرة، اهمها الازدهار، الذي يشجع ويستقطب الشركات العالمية الرصينة، لتتسابق للبناء والاعمار داخل البلد، يفتح باب الاستثمار على مصراعيه، ينعش الاقتصاد، يجعل الدولة تكتسي بحلة جديدة، تضعها في المقدمة دائما.

يحتاج العراق لثورة حقيقية في قطاع الاعمار، فهو متأخر جدا في هذا المجال، ولا نقصد بالاعمار فقط المرافق العامة والبنى التحتية وغير ذلك، بل نقصد ايضا اعمار في قطاع الكهرباء، وفي كل الجوانب التي تساعد في بناء وازدهار البلد، فالاعمار يدل على نشاط وحيوية الدولة، يقضي على البطالة، من خلال توفير فرص العمل لكثير من ابناء الوطن، وهذا يعتبر من الامور الجيدة، التي تساعد في تحسين الواقع المعيشي للفرد العراقي.

ان توفير فرص العمل كما ذكرنا سابقا، يعتبر من اهم محاسن البناء والاعمار، حيث ان فرص العمل والقضاء على البطالة، لا تشمل العمال فقط من غير حملة الشهادات، بل يوفر فرص عمل للمهندسين وغيرهم من اصحاب الاختصاص، وهذا الامر سيساعد في رفع الكثير عن كاهل الدولة، من تخفيف نسبة الرواتب من الموازنة العامة، حيث ان الشركات المتعاقد معها، هي من تتكفل برواتب موظفيها، كما يستفاد من هذه الشركات، لتوسيع خبرة المهندسين واهل الاختصاص من خلال العمل ضمن هذه الشركات، وهناك ايضا جوانب اخرى حسنة، للبناء والاعمار، وهي تقليل نسبة الاحتقان، وسخط الشارع على الحكومة، تدريجيا ليصل الامر الى التأييد التام لها، فأن توفير فرص العمل، والتطور المستمر، ينشر حالة جيدة من الرضا لدى المواطن بأتجاه حكومته.

تعتبر الشركات الاجنبية المحترمة، والتي لديها باع طويل في هذا المجال، هي المفضلة على غيرها في التعاقد معها، ورصانة هذه الشركات، يعتبر شرط مهم لقبولها في العمل على ارض الوطن، لضمانة العمل الجيد والخبرة الواسعة التي تتمتع بها، وعدم فشل المشاريع التي تلتزم بها هذه الشركات، لتخوف هذه الشركات على سمعتها، كما يجب ان يكون التعاقد مع هذه الشركات واختيارها، من قبل لجان مختصة، تشمل خبراء في القانون ومهندسين وغير ذلك من اهل الاختصاص، لضان عدم الوقوع في الاخطاء، وهدر المال العام.

البناء يرسم صورة جديدة، لدولة لها حضارة، وامتداد طويل عبر التاريخ، وهذا الشيء يشجع السياحة، في بلد بابل واشور وغير ذلك من الحضارات القديمة، فالعراق يعتبر حلم لكثير من السياح من كل بقاع العالم، مما يحتم علينا ان نفكر في التوسع العمراني، في كل شبر من ارض الوطن، من طرق وجسور وفنادق وغير ذلك، لنوفر بيئة جميلة ومريحة لكل وافد الى ارض الوطن، ونقضي على هذه العزلة التي استمرت لسنين طويلة.

يبدو ان بناء الوطن، يبعث روح الامل لدى كل فرد من هذا الشعب المظلوم، فقد لاحظنا كيف حرك عبطان شعور التفائل، لدى الشارع العراقي، بنجاحه الباهر في بناء المنشات الرياضية، وتنظيم المباريات الدولية التي ابهرت انظار العالم، بوجود صروح وملاعب عملاقة، تليق باسم العراق، ان تيار الحكمة قدم هذا الرجل، لخدمة وطنه اولا، وتقديم فكرة جديدة، مفادها ان البناء والاعمار، يعيد العراق الى مكانته الحقيقية، بأعتباره زعيما في المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here