سائرون للإصلاح

جاسم الحلفي
سائرون نحو الخروج من مأزق نهج المحاصصة، الذي عشش في ظله التطرف، وعاث تحت جناحيه المفسدون فسادا، وأفرز أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية تدفع بالعراق الى حافة الخطر.
سائرون نحو الخلاص من سطوة المتنفذين وصراعاتهم على السلطة والمال والنفوذ، وعلى تعظيم ثرواتهم غير المشروعة مما تدره مناصبهم الحكومية وامتيازاتهم، وما توفره مواقعهم من صفقات دسمة.
سائرون الى مجابهة لا مهادنة فيها، ومقارعة شجاعة لسياسات هدر الاموال العامة وتبديدها، ووقوف جاد في وجه الفساد المالي والإداري .. ولن نتراجع امام جبروته وسطوته مهما تغوّل وطغى.
سائرون نحو التصدي للسياسات التي انتجت الفقر والأمية والأمراض، والتي جعلت نسبة من يعيشون تحت مستوى خط الفقر في بلاد النفط وموارده الهائلة، نسبة مخيفة وموجعة في حسابات العدالة الاجتماعية.
سائرون في طريقنا المعارض للنهج، الذي جعل العراق فريسة لصراع القوى الدولية والاقليمية، طريقنا البديل لطرق من جعلوا الدول الإقليمية – من باب رد الجميل – في رأس قائمة اهتماماتهم، لانها صاحبة الفضل في تأمين مايحتلون من مواقع.
سائرون نحو تحميل المشاركين في السلطة مسؤولية الخراب الذي عم البلاد، وكل منهم حسب دوره وحجم مشاركته ومسؤوليته، بحكم منصبه في مؤسسات الدولة.
سائرون لإنقاذ العراق من هذه المحن، ولتأمين البديل القادر على وضع حد لكل الخراب الماثل. سائرون لضمان الحريات العامة والخاصة وتأمين الضمانات الاجتماعية.
سائرون لتبني الخطاب السياسي العقلاني، وباللغة المفهومة والمقبولة، فنحن نخاطب المواطن من موقع احترامه والامتثال لإرادته.
سائرون لتبني قضايا المواطنين، سيما تلك التي تمس حياتهم ومعيشتهم وتحفظ كرامتهم، وللاهتمام الاستثنائي بالطبقات الفقيرة، والفئات المهمشة، والمعوزين.
سائرون بقوة للحفاظ على استقلال وطننا وسيادته، والتصدي لكل الإطماع التي تريد النيل من مصالحه وحقوقه، ومن مقدراته.
سائرون لصيانة وحدة العراق، بعيدا عن الاستقطابات الطائفية والقومية وصراعاتها المرفوضة، وعن الشخصنة والاهواء والامزجة العابرة، ومن اجل العودة الى طريق الوحدة الوطنية التي أساسها اعتماد مبدأ المواطنة.
سائرون للدفاع عن حقوق المواطنين في السكن، وفي التعليم والطبابة المجانيين، والضمان الاجتماعي، وكل ما يحفظ الكرامة الانسانية.
سائرون من اجل إعادة بناء العملية السياسة على وفق منهج المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، ايمانا بالدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة “طريق الشعب” ص2
الخميس 19/ 4/ 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here