الإنفتاحية!!

تعني التفاعل المعاصر المطلق الأبعاد الذي يسعى إلى إدراك الحقائق وإستيعاب المعارف والتطورات بأنواعها والتواصل مع مستجدات المكان والزمان .
والإنفتاحية سلوك بناء الحياة وتعمير الذات , والتناغم الحيوي مع نبضات الإرادة الإنسانية المتوثبة المتدفقة العطاءات والمبتكرات القائدة لمسيرة الأجيال المتوافدة.
الإنفتاحية منهج بقاء ونداء ديمومة ورقاء يستوجب الإدراك والتعبير العملي المتوافق مع إيقاع خطوات الصعود إلى حيث الأهداف والمنطلقات المتوالدة في أفق البصر.
فالواقع الأرضي الدنيوي العولمي يفرض على البشر قانون الإنفتاحية , ويرغمه على رؤية ما لم يكن قادرا على مشاهدته في ما مضى من الأزمان , ذلك أن الوجود بأسره صار يتحرك أمامه على شاشة صغيرة , وتتوافد إليه الأخبار والمعارف والتطورات بلمح البصر , وهذا الدفق المعلوماتي بأشكاله وآلياته يجبر على إلتزام الإنفتاحية والسياحة في فضاءات الوجود العولمي المعاصر.
وهذا يعني أن العقائد والأفكار والتصورات تواجه تحديات مصيرية لأن ما فيها يتعرى , وأقنعتها تتهاوى وتطلعاتها تخيب وتتلاشى , وأصحابها يرتجفون وحملة راياتها يتساقطون , فالبقاء للأصلح والأقوى والأصدق , وما يتفق وعناصر الحقائق المبثوثة وعوامل الصيرورة العلمية والعملية سيبقى ويتواصل , وما لا يتفق معها سيسقط وينتهي إلى حيث إنتهت من قبل العديد من الحالات التي أغفلت عوامل المكان والزمان.
وما يتسم به عصرنا هو السرعة الخاطفة والتوافد المتدفق بسيول المعارف والمعلومات والمبتكرات والمخترعات , التي تتحكم بشكل الحياة وأساليبها وإتجاهات مسيرتها.
وفي هذا المعترك الإدراكي والصراع المعلوماتي تبدو الكثير من المعتقدات والتصورات هشة باهتة هزيلة وغير قادرة على الحياة , مما يدفع بأهلها إلى المقاومة الجاهلة والعفنة التي ستمحقهم أجمعين , لأن الحياة تملك قدرات محق أعدائها مهما توهموا بالبقاء.
وما يصيب بعص المجتمعات المتخندقة بأوهامها ومفردات هذياناتها يمكن تفسيره وفقا لآليات الإنفتاحية التي تفرض نفسها حتى على الحجر.
فما عاد اليوم مخلوق ذو عقل لا يدرك ما هو فيه وعليه من المستجدات والتطورات , لكن البعض يسعى إلى التمترس العاطفي الإنفعالي والتحجب بالأوهام وفي هذا يحكم على وجوده بالإنقراض.
وعليه فأن العقيدة الحقيقية تتمثل بالإنفتاحية والتفاعلية الصالحة لبناء الحياة اللائقة بالإنسان , والتي تعلي قيمته وتثمن دوره وتُقر بإرادته ونرعى تطلعاته الخيرة السمحاء .
فهل من قدرة على وعي ضرورات نكون؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here