نحتفل بشور وبندرية لأجل ولادة دررٌ نثرت بشعبان زكية

أحمد الركابي ..

في الواقع أن قلوبنا المتقلبة بين موتها وحياتها، ولولا تفضُّل الله علينا بمواسم التوبة والنقاء والطاعة والإحياء ما كانت لتُصلح، ولقد خلق الله تعالى الإنسان، ذلك المُطالَب بالغرس في أرض الدنيا، ومهّد له سبل الغرس فيها ووهبه من الوقت شهورًا عدة، فضَّل بعضها على بعض في الغرس والثمر والأكُل، فجعل عدة الشهور اثني عشر شهراً، كما قال في كتابه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)(التوبة:36)، وفاضل بين الشهور كما فاضل بين البشر، وله في ذلك حِكَم، وأعطى بني آدم الفرصة ليغرس كلٌّ منهم غرسه، والسعيد من وفقه الله تعالى وألهمه سبله.
وقد جعل الله شهر شعبان بين شهرين عظيمين، رجب، ورمضان، فرجب شهر الله المحرم المعظم لحرمته، ورمضان سيد الشهور به يتم بنيان الإسلام بالصيام، وشعبان وسط بين هذا وذاك، لذا فقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم ألا نغفل عنه وألا نضيعه بين أخويه العظيمين رجب، ورمضان، فهو أيضاً عظيم، وأن نخصه بمزيد من العبادة استعداداً لرمضان.
نعم.. إن الإنسان في زحمة الحياة تفوته هذه المكرمات ويغفل عن القيام بها باستدراك ما فاته منها، وتأخذه غمرتها في بحر لا ساحل له من التسويف والأماني التي لا يفيق منها إلا وقد دخل الشهر الفضيل عليه دون أن يقدم بين يديه توبة نصوحة، وقرباناً يسوقه أمامه في طريقه إلى رمضان، وقد كان الأولى به أن يغسل ثياب قلبه في شعبان، ويدخل رمضان نظيفاً.
ومن هذا المنطلق فقد سعى أنصار الحق والصدق والإيمان الحقيقي أنصار المحقق الأستاذ الصرخي الى إحياء الولادات الشعبانية النورانية بطور الشور والبندرية ومنها انطلقت الكلمات الزاهرة عن وصف الأقمار الشعبانية وهذا مقتبس من كلامهم الشريف جاء فيه :
((أقمار محمدية هاشمية، دررٌ نُثرت بشعبان بمشيئة إلهية، حسين سبط الرسول أولها، مغوار طفّ كربلاء عباسها، ثالثها ذو الثفنات سيد السجدة القدسية، وعليّ الأكبر شبيه الخاتم بحادي عشر شعبان تحفة علَوية، وفي نصفه يشع ألق مولد المهدي ذي الطلعة البهية، تلك الدرر قد شعّت في المعمورة تسجد لله متضرعة أبية، شاكرة نعمة الإيمان والخلق العظيم، فلنحتفل فرحًا وبهجة بشور وبندرية، ولنوقّر شخص الرسول بتحية الاحتفال بهم مهنئين، وآله التقاة ساكني عليّين، وحفيدهم الأستاذ الصرخي صاحب الفكر المتين، فهنيئًا لك يا شعبان الخير جُدتَ بأفراح تلثم جراح المؤمنين الصابرين.))
3 ، 4 ، 5 ، 11, 15 / شعبان ذكرى ولادات الأقمار الشعبانية
( الحسين ، العباس ، السجاد ، علي الأكبر، المهدي ) (عليهم السلام)

“”””””””””””””””””””””””

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here