المرجعية وتكوين الإنسان العراقي الحر

بقلم عبد الهادي كاظم الحميري

بعد أسابيع من دوخة وسائل الإعلام بمقولة ” المجرب لا يجرب ” والكل مغلسة وبالعة النخلة بسلّاها تاركين “الهمج الرعاع أتباع كل ناعق ” الذين شخصهم الإمام علي عليه السلام ينعقون بما يوحون عليهم به على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي والمنتديات والمقاهي حتى ضاع على المواطن البسيط ما تشير إليه المقولة من حيث المنطق ضمناً من أن المجرب الفاسد والفاشل لا يجرب .

بالأمس جاءت المرجعية بالنص صراحة وحسبنا أن الكل سيستمر بالتغليس حيث لا يتوقع من الحكام االفاشلين والنواب الفاسدين فروسية وتقوى دافيد كاميرون الذي إستقال من رئاسة وزراء بريطانيا وحمل كارتون حاجياته بنفسه عندما أخلى سكنه الرسمي في NO. 10 downing street مع أنه لم يكن هناك إلزام قانوني أو اخلاقي أو حزبي يوجب الاستقالة عليه إذ كان الإستفتاء على البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوربي حر للمواطنين والمسؤولين وكان زعماء المعارضة الى جانبه في الرغبة بالبقاء ضمن الاتحاد الاوربي .

ويبدو أن المرجعية هي الأخرى لا تعول على تعفف وتقوى الطبقة السياسية فذهبت هذه المرة الى التعويل على الناخب العراقي كإنسان حر في خياراته خلافا لما دأبت عليه الاوساط المدعية بالدين في العراق وعبر العصور في تأصيل التبعية الدينية و المذهبية والنفعية في نفس الناس لتحتكر توجيههم بما يحقق إستدامة تسلطها وفسادها . إن ما ينبغي الإشارة اليه بهذا الصدد ما يأتي: .

– رغم تفضيلها مشاركة المواطنين في الانتخابات تثبّت المرجعية أن المشاركة حق لكل مواطن وقرار المشاركة أو عدمها متروكا له وحده .

– تؤكد المرجعية وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين والقوائم الانتخابية والأمر متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه أراؤهم بعد الفحص والتمحيص . وهنا مرة أخرى تهدف المرجعية الى دفع الإنسان العراقي الى الفحص والتمحيص وتكوين رأي وإنتشال هذا الإنسان من صنف ” الهمج الرعاع أتباع كل ناعق ” الى صنف “المتعلم على سبيل نجاة ” حسب توصيف الإمام علي عليه السلام .

– أوصت المرجعية بالإطلاع على المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم ولاسيما من كان منهم في مواقع المسؤولية في الدورات السابقة لتفادي الوقوع في شباك المخادعين من الفاشلين والفاسدين من المجربين أو غيرهم . مرة أخرى تثق المرجعية بقدرة الانسان العراقي على تكوين رأيه الحر بعد تمحيص المسيرة العملية للمرشحين بدلاً من إتباع كل ناعق .

في عام 1914 قالوا أن العراق سوف لا يكون فكان مع نهاية 2017 بفضل فتوى المرجعية وتضحيات الرجال وحسن إدارة المعركة وموارد البلد من القادة والزلم الزينة التي حققت النصر واليوم إن أعمَل العراقييون الفكر والمنهج كما أشرته المرجعية في إختيار الأصلح فسينجحون كأحرار بالتأكيد في معركة حل مشكلة البطالة وبناء ما دمرته الحرب والنهوض بمؤسسات البلد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الى مستويات تتناسب مع جسامة التضحيات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here