و الإنتخابات على الأبواب .. المشهد العراقي برؤية أميركية !

عباس الشحماني
بداية القول : إن كاتب السطور ليس مع كل التحليلات و الإستقراءات التي تتناول المشهد السياسي العراقي الراهن ، من منظار حزبي أو طائفي أو شوفيني ، لكني في المقابل أعرض بعض الرؤى المستقلة و التي أجدها قريبة الى رؤيتي أو حتى التي تتقابل و تتعارض مع رؤيتي ، في حال وجود جزئيات أشهد لها بالنزاهة و الوطنية و الإستقلالية ، بهدف الإطلاع و الإتساع في الرؤية الشاخصة و العيانية و الإحتمالية التوقعية ! .
لهذا أعرض بدون تدخل تحريري مني ، التقرير الصادر مؤخرا” عن مركز الأبحاث الأميركي ( إطلانطا ) للدراسات السياسية و الإقتصادية و التجارية و الإستشارية التخصصية في الجوانب المذكورة .
يستهل التقرير إستقراءه بالقول : أنه في حال فشل إيران في ضم العبادي و المالكي و العامري إلى تحالف واحد ، ستظهر في العراق جبهتان شيعيتان قويتان : جبهة العبادي من جهة ، و جبهة المالكي و العامري من جهة أخرى .
و يرى مركز ( أتلانتيك ) أن تحالف ( سائرون ) سيكون له ، في الحالة الأخيرة ، دور رئيس في تغليب إحدى الجبهتين ، و سيكون للأكراد و السنة الأهمية الكبرى لكلتا الجبهتين في سعيهما لتكوين الأغلبية البرلمانية ، و بالرغم من أن للأكراد تجارب مريرة مع قيادات الجبهتين ( المالكي و العبادي ) ، فإن السنة يجدون العبادي أقل طائفية ، بيد إنهم سيكون قلبهم و توجههم الحقيقي مع التحالف الصاعد والعابر للطائفية و القادم بجماهيرية قوية ( المستقلون التكنوقراط ) ، وهذه الجبهة الواعدة والصاعدة في آن ، رفضت الإنضمام لكتلتي العبادي ( النصر ) و مقتدى الصدر ( سائرون ) ، كي لا يُجيّر فوزها لهذا و ذاك ، خصوصا” و إن راعيها و زعيمها عبدالزهرة الركابي ، يتحرك بفاعلية ذكية و بعيدة عن الأنظار الإعلامية ، حتى إنه إنسحب من الإنتخابات لإحدى مساعداته ، كي لا يخسر مقعدا” برلمانيا” مضمونا” ، في حال ترشحه لمنصب حكومي .
و يتوقع التقرير أن تحشد إيران كل إمكانياتها بعد الانتخابات في سبيل تشكيل تحالف يتزعمه الشيعة ، و أفضل سيناريو بالنسبة إلى إيران هو تشكيل تحالف رباعي من الشيعة ، وفي هذا السياق لن يكون صعبا” إقناع الفتح و دولة القانون بالاتحاد في تحالف ، يتوقع أن ينضم إليه تيار الحكمة نتيجة” لضعفه .
كما يشير التقرير إلى ضعف احتمال انضمام العبادي إلى ذلك التحالف ، و يعد انضمام تحالف مقتدى الصدر إلى ذلك التحالف الشيعي ( أضعف الاحتمالات ) ، لكن مصيبة ايران الكبرى – بحسب ما يسميها التقرير – ستكون مع الزعيم الشيعي غير الطائفي عبدالزهرة الركابي ، الذي يرفض التعامل مع إيران بدونية و إتباعية ، كونه صاحب تأريخ حافل في معارضة النظام العراقي السابق ، و أن أتباعها الحاكمين حاليا” ، يعرفونه جيدا” طيلة ربع قرن من الزمن عندما كان في سوريا ، فهو إعلامي رفيع و سياسي محنك ، لا يراهن و يساوم على موقفه الوطني و المستقل قيد أنملة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here