كل ما قّل ودّل : دور” الطبقة الجاهلة ” في تخلف و خراب العراق الحاليين

بقلم مهدي قاسم

كانت المرجعية الموقرة أكثر جرأة من كثير من مثقفين و كتّاب في تشخيص دور جماهير الغفيرة أو ” الطبقة الجاهلة ــ حسب تعبيرالمرجعية ” في عملية تكريس وجود أحزاب و زعماء و ساسة فاسدين وبقائهم في مواقع المسؤولية الخطيرة و صناعة قرار إهدار المال و نشر الفساد منذ سقوط النظام السابق و حتى الآن حتى الآن ، و ذلك من خلال وصفها في خطبة الجمعة الماضية ــ أي لهذه الجماهير الغفيرة ” ب” الطبقة الجاهلة التي تنعق مع كل ناعق ” ! ..

علما أنا تعرضتُ لهجوم كاسح وماحق !! من قبل بعض الكّتاب الإسلاميين ، سيما من قبل مرتزقة نوري المالكي و المعجبين بسياسته حينذاك ــ عندما شخصتُ أنا ـــ في وقت مبكر جدا ـــ الدور السلبي لهذه ” الجماهير الغفيرة أو” الطبقة الجاهلة ـ حسب الوصف المناسب و الدقيق للمرجعية ــ بسبب نفاقها و انتهازيتها ،بل تصويتها الدائم لأحزاب فاسدة و عبر انتخابات متتالية ” بالرغم من صراخها و زعيقها الدائمين في الوقت نفسه ضد هذه الأحزاب و الساسة الفاسدين أمام فضائيات ووسائل إعلام أخرى و بأوداج وعروق منتفخة من شدة سخط وغضب ونقمة على أوضاعها البائسة والمتردية بسبب سياسة الفشل لهؤلاء الساسة المتنفذين !! ، حتى إنها لم تر بأسا ولا شعورا بإحراج في الوقت نفسه ، من أن تستقبل ــ فيما بعد أي في هذه الأيام* ــ هؤلاء الساسة والزعماء المشبوهين بالفساد و هدر المال العام ـــ أن تستقبلهم بأهازيج ورقصات قردية و بمهواليات *و قصائد شعرية مدحية وملحمية طويلة و عريضة تُشيد ب” مناقب و خصال ” هؤلاء ” القادة و الزعماء ” وبناة العراق العظماء !!، في أجواء احتفالية بهيجة من رقصات و أهازيج فرح و ترح ، مثلما رأينا وشاهدنا ذلك عبر مشاهد فيديو لزيارة سليم الجبوري إلى ديالى ، أو في حضور صالح المطلق ــ المتهم بشبهة سرقة أموال مخصصة للنازحين ــ هذا فضلا عن مشاهد فيديو مماثلة عن مخرب العراق الجديد نوري المالكي وعن ” أمير ” منطقة الجادرية والفقير المؤمن بالله والمديون المزمن عمار الحكيم !!..

هذا دون أن نذكر خراتيت أخرى تافهة و ملوثة بشبهة فساد و هدر المال العام من أمثال موفق الربيعي و علي العلاق و حنان الفتلاوي و بيان صولاغ و غيرهم من أمثالهم شيعة و سنة على حد سواء ..

لذا فليس غالبية الساسة المتنفذين الفاسدين يتحملون وحدهم مسؤولية ما وصل إليه العراق حاليا من مصير مزر وبائس ومتخلف مريع و فقرمدقع شنيع ، إنما هذه الجماهير الغفيرة أو ” الطبقة الجاهلة ” التي ترجع في كل مناسبة انتخابات لتعيد انتخاب نفس الأحزاب الفاسدة و الساسة الفاسدين مع بعض من وجوه جديدة تسعى إلى إثراء سريع في وقت قصير ..

وهو الأمر نفسه سيتكرر في هذه الانتخابات أيضا ..

و ذلك بفضل هذه الجماهير الغفيرة أو ” الطبقة الجاهلة حسب تعبير المرجعية اللموفق “..

ففي النهاية يسرني أن أقرأ هنا وهناك مقالات بعض ” الكّتاب ” الذين لم تعجبهم ماشخصته أو بالأحرى ما كتبته مبكرا جدا عن هذه ” الجماهير ” المنافقة ” والانتهازية واللامبالية ــ أصلا ـــ ليس بمصير الشعب ككل إنما حتى بمصيرها هي بالذات أيضا أن يصل هؤلاء الكتاب الان إلى نفس التشخيص المقارب ..

وهي جماهير أقرب ما تكون إلى رعاع دهماء ، تُصف ــ عادة ــ بالعبيد روحيا و جيناتيا ــ حسب مصطلحات علم النفس الحديثة ، و كذلك في أعمال روائية ومسرحية عديدة ولعل من شخَّص روح العبودية هذه الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف في مسرحية العم فانيا ، إضافة إلى تشخيص رائع للإمام علي ــ عليه السلام ــ في أدق و أروع وصف عندما قال :

ـــ ( همج رعاع ..ينعقون مع كل ناعق .. ويميلون مع كل ريح )

*( أحد المرشحين يدفع نقودا لأحد المهوالين أو المهووسين في رابط فيديو أدناه :

https://www.facebook.com/iraqiajeeb/videos/1211240989027020/

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here