قصص لاجئين جاؤوا فقراء ودخلوا قائمة أثرياء بريطانيا

فروا من حروب الأنظمة المستبدة، وفي كثيرٍ من الأحيان وصلوا إلى هذا البلد (بريطانيا) وبالكاد يمتلكون بنساً واحداً باسمهم، لكن في قائمة صنداي تايمز للأثرياء هذا العام، شغل لاجئون سابقون تُقدَّر ثروتهم مجتمعة بما يزيد عن 8.1 مليار دولار أميركي 15 مكاناً ضمن القائمة.
إقبال أحمد
وتشتمل القائمة حسب صحيفة The Times البريطانية على عملاق الأطعمة البحرية المولود في بنغلاديش إقبال أحمد، والذي شهد في الـ14 من عمره مجزرةً قُتِل فيها قرابة 100 هندوسي خلال حرب الاستقلال التي خاضتها بلاده.
نظمي أوجي
كما تشتمل القائمة على الملياردير نظمي أوجي (80 عاماً)، الذي سُجِن مرتين في السجون العراقية، حيث تعرَّض للضرب والتعذيب.
جون كريستودولو
ويتصدر القائمة من اللاجئين جون كريستودولو، وهو رائد أعمال غير مشهور يعمل في مجال العقارات، فرَّت عائلته من قبرص إبان الحرب مع تركيا عام 1974، بثروةٍ تُقدَّر بنحو ملياري دولار أميركي. وتشتمل إمبراطورية هذا الملياردير صاحب الـ52 عاماً على فندقين من فئة الخمس نجوم في منطقة كناري وارف بلندن. وتوفر مجموعة اللاجئين السابقين لمحةً أولى على قائمة صحيفة صنداي تايمز المقبلة للأثرياء، ويُمثِّل العدد الثلاثين من دليل هذه الصحيفة الوافي للثروة في بريطانيا. وعلى مر السنين، كان ثمة تحول مُزلزِل في تكوين القائمة، إذ تخلى الأرستقراطيون وأولئك ممَن آلت إليهم الثروة بالوراثة عن مواقعهم، مُفسِحين المجال للمئات من رواد الأعمال العصاميين، والعديد ممَن لهم خلفيات متواضعة، وفق صحيفة The Times. ومن بين الألف فرد وعائلة الذين ظهروا في قائمة هذا العام، قليلون فقط هم مَن عانوا في بدايات حياتهم ظروفاً أصعب من أولئك الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة إثر فرارهم من الديكتاتوريات أو الحروب الأهلية. يُعَد نظمي أوجي، الذي تُوظف ممتلكاته ومجموعته المالية General Mediterranean Holding، نحو 11 ألف شخص في شتى أنحاء العالم، واحداً من بين 3 أشخاص وردت أسماؤهم في القائمة جاءوا إلى المملكة المتحدة من العراق. وقد قضى عدة أشهر في السجن في ظل نظام صدام حسين، وأُعدم شقيقه أيضاً.
عاصم علام
وتعرَّض عاصم علام (78 عاماً)، والذي حصد ثروته من بناء شركة بريطانية رائدة في تصنيع المُولِّدات البحرية والصناعية، هو الآخر للتعذيب بعد أن أبدى معارضته لجمال عبدالناصر. وقال علام: “جُلِدتُ 12 جلدة، تركت أثرها على جسدي لسنوات”، مُضِيفاً أنَّه لا يعتبر نفسه لاجئاً كونه حضر إلى المملكة المتحدة “بإرادته”. وكانت في حوزته 600 ألف دولار أميركي حين رحل إلى بريطانيا في أواخر الستينيات، لكنَّه عندما دفع المبلغ إلى أحد فروع بنك ميدلاند السابق، قِيل له أنَّ جميعها مزورة. ولم يتبقَ بحوزته آنذاك سوى 20 جنيهاً إسترلينياً (27 دولاراً تقريباً) لدعم نفسه وزوجته وابنتيه. وتُقدَّر ثروة علام الآن بنحو 200 مليون جنيه إسترليني (271 مليون دولار تقريباً)، وتبرع بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني (54.1 مليون دولار تقريباً) إلى جامعة هَل وإلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية وغيرها من القضايا الأخرى المُستحِقة. وعلام كان شغل منصب مراقب حسابات كبير بوزارة المالية المصرية، لكن عندما حضر إلى بريطانيا بدأ كعاملٍ بسيط حتى تمكَّن من العثور على وظيفة صغيرة كموظف. وقال: “لقد عقدت العزم على ألا أحصل على أية مساعدات، فقط كنتُ أرغب في العمل. لذا كان في البداية يعني هذا قبول الوظائف التي أكرهها أو أن أعمل كمبتدئ، لكنَّني عملتُ وشققتُ طريقي صعوداً. وهذه هي الرسالة التي أقدمها للشباب الآن: عليك أن تكون مستعداً لقبول الأعمال التي قد لا ترغب في القيام بها في البداية”. أما بالنسبة لإقبال أحمد، فقد حضر إلى المملكة المتحدة بصحبة والدته وأشقائه بُعيد مجزرة بورونغا، التي قُتِل فيها هندوس على أيدي جنود باكستانيين عام 1971. وكان والده يعمل بالفعل في المملكة المتحدة، وأسَّس أحمد وأشقاؤه شركة Seamark لتجارة المأكولات البحرية بالجملة في مقر متجر الأسرة الخاص الواقع بشارع جانبي في مدينة أولدهام بمانشستر. وذكر أحمد في كتاب سيرته الذاتية الذي نُشِر العام الماضي 2017 تحت اسم “King Prawn”: “شهدتُ مذبحةً مروعة راح ضحيتها 94 من الأبرياء في فناء مدرستي، والعديد من الفظائع البشعة الأخرى”. وأضاف: “لقد شهدتُ أعمالاً وحشية مُفجِعة عندما تَمزَّق وطني، لكنَّنا نجونا. أريد أن أثبت أنَّه من الممكن البدء من القاع ثُمَّ التدرج صعوداً نحو النجاح”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here