لقمة العيش وفهم البناء الديمقراطي

خالد القيسي

أغلب الناس والبسطاء منهم غالبا ماتسعى الى تحصيل لقمة العيش السهلة .. ولا تفهم الديمقراطية ..ولا يهمها الحرية والاختيار..ولا تكترث باليمين واليسار.. وآرائهم تنساق مع من يقودهم في حياتهم المعتادة.. ان كانوا لبراليون .. طغاة ..أو معممون تخدر الناس بالآخرة.. الجنة.. النار.. وعدم الخروج على الحاكم وأن كان ظالما أوفاسقا.. اتحدت مصالحهم مع فئة همها السلطة والفساد وهمهم أن ترضى عنهم أنظمة تغدق عليهم المال كما هي الحال في بلاد الجزيرة العربية والمغرب .

أما في بلادنا لا يهمهم ان تغير النظام أم السلطة في نيسان .. 2003لا شك بقى النظام وتغيرت السلطة الحاكمة ومن علامات بقاء النظام ..بقاء الكثير من القوانين الفاسدة يعمل بها ..فشل ألتعليم وانهياره وهوالركن الاساس في نهضة اي بلد.. فالشهادات العليا والدنيا على قول المثل المصري [ على قفا من يشيل ] وحامل الشهادة الحقيقي يشوف نجوم الظهر بصحة الصدوروالمراجعات.. وتراجع دور المرأة رغم تمثيلها بالبرلمان بنسبة 25% فلا نرى ناشطات في المشهد والصورة لا تتعدى اصابع اليد.. والذاهب صوتهن أدراج الرياح ألذي بح لتوفير العيش الكريم للناس ومحاربة الفساد من منسوب 80 نائب اثنان فقط !!.

الفئة الوسط أمرضتها السلطة الهالكة وصدق شهادة وفاتها بعض سلطة أحزاب الاسلام السياسي والتيارات والتجمعات والمحاور الحاكمة التي جمعت الثروة بيدها وأفقرت الناس رغم الصعوبات والتحديات والمعارك التي أجبر أبنائها على خوضها في التصدي لجماعات التكفيروالقتل والفتنة وحملة الفكر المتطرف.

المتبلدين والجهلة والصيع ومن يسير كالقطعان تزكي السلطة السابقة وبعضهم يقول { أرحم } وهو الذي افقرهم من جوع ولم يؤمنهم من خوف ..لدرجة الحصول على الحصة التموينية هي المقياس للعاطلين والمتسكعين ..المهم لديهم العلف !! المقابر الجماعية نسيت ..الانفال نسيت ..حروب الخليج العبثية الثلاث نسيت ..من قطعت اذنه ويده نسيت ..ومن هدم داره وصودرت أمواله نسيت ..السجون والمعتقلات نسيت .

حلت محلها اليوم جماعات منفلته تتجاوز على الأرض والكهرباء والماء. .التي لم تجد من يردعها وأخرى امتهنت الفساد.. وثالثة تبكي على فقدان السلطة وتعمل دون حياءعلى انهاء ما أنجز .

الى متى يستمر العبث ..وما فعلت بعض الاحزاب الحاكمة وقادة الكتل والتيارات وجماعات الحل من أجل البلد وناسه.. صغر ما فعلت.. وكبر ما سرقت.. ولم يتسرب الى انفسهم اي زهد [ وقلة منهم الاسلاميون ] يحد من تغلل الفساد المالي والاداري وكأنهم نار جهنم كلما نهبوا يقولون هل من مزيد !!

فأصبح وأمسى العراق في وجودهم خراب في نظام سياسي مضطرب فيه من يجر بالعرض والآخر بالطول..وتسود فيه مفاهيم عشائرية بأعراف متخلفة القدم وأخرى سيئة ولدت مع دخول نظام ديمقراطي سيء فهمه تمردوا فيها على القانون حللوا فيها الحرام وحرموا فيه الحلال !!

من المؤكد ان الفهم الخاطيء للبناء الديمقراطي بعد نيسان 2003 وتصحيح الوعي مسؤولية الجميع..مواطنون تلتزم بالقانون وهو دليل حب واحترام البلد.. وسلطة تبني نظام جديد معنية بتنفيذ رغبات المواطن البسيط ..ومحاربة البعض من استغل المال السائب لما تشتهي أنفسهم بمساحة واسعة ولا يخشون يوما تكوى به جباههم وجنوبهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here