تضحية الحسين عنوان للشهادة

احمد الركابي

إن الثورة الحسينية وما تحمله من دلالات فإنها تبقى خالدة في ضمائر الناس ومركز إلهام لهم بعد ,أن دكت عروش الطغاة وما كانوا يمثلوا من قيم التخلف والانحطاط والاستهانة بعواطف المواطنين وشراء الذمم والتعامل معها لتمرير السياسة المنحرفة التي سلكوها لغرض تحقيق أهداف مشبوهة والتي صار لبعض الوعاظ ,والمحدثين دور مفضوح في إيصالها من خلال نسج الأكاذيب وتأويل الأحداث والتعامل معها على أساس الواقع
أصبحت كربلاء قبلة النفوس ومهوى الأفئدة لجميع الامة حيث أثبت لنا ذلك الدم الطاهر أن الأمة مطالبة ,بتقرير مصيرها حينما يتغلب عليها الطغاة أو حينما تنخدع بهم وتوصلهم الخديعة إلى هاوية الهلاك وتعلمنا من ,الحسين ( عليه السلام ) أن نضع كل ما نملك وأعز ما نملك من أجل عقيدتنا وديننا وكرامتنا …
هذا الاسم العظيم الذي بقي يرن في أسماع الطغاة فهو رمز من رموز الثوار الذين خلدهم التاريخ من خلال الاهداف السامية التي تترنم بها تلك الثورة العظيمه ومن اهدافة روح المحبة والمساوات بين اصناف البشر فهي جسدة أروع صور للأسلام فقد كسرة الفوارق الطبيقية والحواجز الاجتماعية فلا فرق بين السيد والعبد ولا فرق بين صغير والكبير

ومن هذه النظره الأخلاقية التضحوية التي رسمها الامام الحسين ( عليه السلام ) فقد بين الاستاذ المحقق الصرخي في بيانه الموسوم رقم 69 وهذا مقتبس منه جاء فيه :
((يجب أن يكون حب الحسين (عليه السلام) نابعًا من قلوبنا وليس مجرد لقلقة في اللسان، وحبه (عليه السلام) هو التضحية والإخلاص لدين النبي الأقدس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، بالمال والأنفس، وكما قال الحسين (عليه السلام) : إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني، فضحى بنفسه وأصحابه وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وكل مايملك، لأجل أن يبقى دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتبقى راية لاإله إلا الله،
وكما قال المرجع الصرخي :
لابدّ أن نتيقن الوجوب والإلزام الشرعي العقلي الأخلاقي التاريخي الاجتماعي الإنساني في إعلان البراءة والبراءة والبراءة ……. وكل البراءة من أن نكون كأولئك القوم وعلى مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للإمام الحسين ((عليه السلام)) بقوله :
(( أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بني أمية))
فقال الإمام الشهيد المظلوم الحسين ((عليه السلام)) :
(( صدقت، فالناس عبيد المال والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديّانون )).

أستطاعت هذه الملحمة الكونية ان توحد شعوب الارض بمختلف الوانهم ، دياناتهم ، ثقافاتهم ، لغاتهم و حدودهم ، رغم انوف السياسيين ، رغم انوف المحتلين و المستعمرين ورغم جميع المتجبرين من قياصرة واباطرة وفراعين لتعود بهم الى ارض واحدة وصلب واحد كما خلقهم ربهم وتقول لهم كلكم من آدم وآدم من تراب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here