عناوينٌ زائفة تُرفع للاسترزاق وخداع الناس

أحمد الركابي

مما لا شك فيه أن ليس هناك تناقض في عقيدة الشيعة الامامية في الدعوة لضرورة الامامة بعد النبوة وغيبة الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه )وذلك لان الامام في غيبتة يمارس دورا خفيا تنتفع منه الامة المؤمنة انتفاعا كبيرا وان كان غير منظور

وفي هذا الصدد بين القرآن الكريم كيفية التعرف على الإمام قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فالبينات هي المعاجز

وعن الإمام الصادق عليه السلام: (ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء)

فمعرفة صدق مدّعي النبوة من كذبه، هو مدى قدرته على الإتيان بالدليل القاطع من المعاجز والآيات للدلالة على ارتباطه بالسماء، وكذلك مدّعي الإمامه، فالذي يدعي أنه الإمام من قبل الله عز وجل لابد وأن يأتي بالبرهان على صحة مقالته، كالمعاجز والقدرات الخارقة للطبيعة، التي يعجز عنها غيره، ليدل على ارتباطه بخالق الكون وأنه الإمام الموصى به من قبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.

عن الإمام الصادق عليه السلام: (ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء)

في الواقع إن نظرية الانتظار الايجابي هي المفهوم والممارسة الصحيحة لعقيدة انتظار المهدي عند المسلمين، فأصحاب الانتظار الايجابي عند الشيعة الاثني عشرية يعتقدون بأن ارتباطهم بعالم الغيب لم ينقطع وإنهم بذلك يترقبون ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) دائما وفي أي لحظه، كذلك يعتقدون إن انتظار الإمام لا يعني أن يتخلى المسلمون عن مسؤولياتهم وواجباتهم، بل الأمر على العكس من ذلك بل دعوا إلى تهيئة الأرضية المساعدة لإقامة حكومة العدل فيربوا الأفراد والمجتمع ليكون مجتمعاً يسعى نحو الحق، كذلك دعوا إلى مقارعة الظلم ، لذلك كانت نظرتهم إلى كل مسلم بأن يضحي في سبيل الإيمان والإسلام لكي يكون مستعداً في كل آن لاستقبال دعوة الإمام المهدي , وذلك بأن ينظم حياته بشكل ايماني صادق لكي يكون مؤهلا للانخراط مع أتباعه وأنصاره ويقارع أعداءه بكل ثبات .
ومن هذه الصورة العملية فقد بين المحقق الاستاذ الصرخي في احدى محاظراته القيمة حول العنواين المزيفة التي تدعي اتباع المهدي , وهذا جزء من كلامه الشريف جاء فيه :

((لا ننخدع بتسميات؛ عنوان المهدي، وأتباع المهدي، وكتائب المهدي، وجيش المهدي، وسرايا المهدي، كتائب السنة وأهل السنة والصحابة وأمهات المؤمنين وأهل التوحيد، كلها عبارة عن عناوين زائفة ترفع وتستخدم من أجل الاسترزاق والاستئكال والخداع والتغرير بالناس .))
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث ( الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول “صلى الله عليه وآله وسلّم”) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم
17 صفر 1438هـ – 2016/11/18م
http://cutt.us/NHpxe

اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، واجعلنا من أتباعه وأشياعه والمستشهدين بين يديه، واجعلنا من السائرين في خط الولاية، من خلال أب الولاية أمير المؤمنين(ع)، الذي نصبه رسول الله(ص) ولياً للمؤمنين بأمر من الله، وأن ننطلق مع كل الأئمة(ع)، فهم حجج الله على خلقه، وهم أُمناء الله في أرضه، بهم نهتدي وبهم نقتدي، وسوف نلتقي بخاتمهم عاجلاً أو آجلاً، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here