بين أنتخاباتنا وأنتخاباتهم؟!

علاء كرم الله
في كل دول العالم المتحضر والمتمدن والذي ينتهج نهجا ديمقراطيا صحيحا وحقيقيا وعندما يحين موعد الأنتخابات سواء أكانت برلمانية أو رئاسية، تشعر حقيقة بأن الجميع يعيشون عرسا وكرنفالا أنتخابيا، حيث تسود الجميع الأفراح والمسرات، وتزدان الشوارع والساحات بصور المرشحين ولكن بطريقة أنيقة وجميلة تضيف لمسات من الجمال والسحر على الأمكنة التي تنشر فيها. كما أن التنافس بين المرشحين تسوده روح الشرف والنزاهة والصدقية فيما يرفعون من شعارات وما يطرحون من برامج أنتخابية دون أدنى أساءة للآخر!. وعندما يفوز أحدهم سرعان ما يتلقى التهاني من منافسيه الخاسرين، بكل روح رياضية وبكل صدق ومحبة وبلا أية مجاملة، دون التشكيك بالنتائج أو الطعن بها أو أسماع الفائز بكلمات وعبارات التهديد والوعيد! (لتكيف عبالك ننطيهه!!). وسرعان ما يبدأ الفائز بلملمة أوراقه وينسى فرحة الفوز، وما هي ألا أيام حتى يتم الأعلان عن الحكومة حيث ينتظره الجهاد الأكبر لأن هناك شعب ووطن له الكثير من الأستحقاقات عليه وأصبح هو المسؤول الأول عنها وعن تنفيذ كامل البرامج الأنتخابية التي وعد بها جمهوره وعليه الأيفاء بها بكل شرف ونزاهة وصدق وبأعلى درجات الوطنية ونكران الذات. فهو يعرف تماما بأن عليه أن يوفر للشعب العيش الرغيد وبكل حرية وكرامه دون أشراك الشعب بالتفاصيل السياسية المملة والمزعجة!، وهذه هي مسؤوليته المباشرة التي عليه أن يقدمها للوطن وللشعب الذي أنتخبه ووضع ثقته به. أما ما جرى ويجري من أنتخابات عندنا فيمكن تلخيصها بمقولة المخرج التشيلي (دنيس تانوفيتش) ( لم أعد أؤمن بالديمقراطية لأنها تعني حكم الأكثرية والأكثرية في بلدي جاهلة لا تستحقها!). وكذلك ما قاله الكاتب الأمريكي (مارك توين) ( لو أن التصويت يأتي بالتغيير لما سمحوا لنا به!).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here