الإمام علي … رجل السلم والدولة.

الكاتب / ثائرالربيعي
هنالك من يقول : أن الإمام علي .ع.ليس برجل دولة ولا يعرف معنى السياسة وبعيد كل البعد عنها ,وهم محقين من وجهة نظرهم لأنهم يفسرون السياسية للذين عاشوا على ظلم الناس وسلب حقوقهم حياة القسوة الممتلئة بالحديد والنار,لقد حارب علي نفس الإنسان المظلمة المتوحش من داخله وجعله إنساناً يقيم الحق والقسط واستبدل في نفسه الحقد واللؤم بالمحبة والتسامح وحرره من عقد الغدر والخيانة واقتناصه الفرائس كإقتناص الذئب لفريسته ,بالوفاء بالوعود والعهود التي يقطعها مع الناس ويحافظ على مقدراتهم ويصون كراماتهم منطلقا من واجبه الإنساني والأخلاقي ,أما السياسة التي يتحدثون عنها فمن وجهة نظر علي تكمن في محاربته للمفسدين أياً كان موقعهم وسلطتهم ومنزلتهم وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الفقير والغني ,السياسة عنده المروءة والرأفة حتى مع خصومه حين عفا عنهم عندما كان النهر تحت تصرف جيشه لم يمنع جيش أعداؤه منه فسمح لهم بذلك فقالوا له أنصاره : لقد منعوا عنا الماء بالأمس ونحن اليوم نسمح لهم .فقال لهم : (كل أناء بالذي فيه ينضح ),علي رجل دولة بامتياز بدليل أنه لم يهادن ويساوم أقزام القوم وأنصافهم ,قاتلهم لأنه يدرك جيدا أن بوجودهم ستعم الفوضى وتنتشر ثقافة اللصوصية بين رعيته ويتحول بذلك الفساد لثقافة مجتمعية تضرب إطنابها بالأرض ,حتى اختياره لولاته كان وفق أسس ومعايير مبنية على المهنية والنزاهة والكفاءة والموضوعية والاهم هو مقدرتهم على تحملهم المسؤولية مع ناسهم ومشاركتهم ألآمهم وأوجاعهم ثم عمد بأن لا يكون لديه حاجب بوابة أو مدير مكتب او سكرتير لأنه يريد أن يكون دائماً ملاصق لشعبه ويعيش معهم كما يعيشون يشاطرهم المحن والأوجاع,لو كانت في حاجة ستقابله بدون مواعيد مسبقة بابه مفتوح على مصراعيه ,وإذا أردته في مسألة ما لن تبحث عنه بعيداً تجده في أماكن الأسواق يتابع ويراقب سير العمل ليس لديه برج عاجي يسكن فيه يتحدث منه شفاف واضح لا يضمر في كمه شيء ما ,ما من معركة إلا وكان في مقدمة الجيش يقاتل قتال الشجعان وأبناؤه معه يقاتلون والنصر كان حليفه ,لكنه قال : لا طاعة لمن لا يطاع ,التمرد اخذ إشكال وأنواع متعددة في زمنه بسبب إلغائه للفوارق الطبقية والامتيازات المادية فليس من السهل ان يتساوى وجهاء القوم وكبارهم في العطاء مع خدمهم ,التميز في العطاء يقولون هو ضامن حقيقي لبقاء السلطة لأنك ستجعل من المجتمع خدم وعبيد لرموز معينة …وللحديث بقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here