تحية لثورة كولان المجيدة في ذكراها الثانية والأربعين

 جواد كاظم ملكشاهي


نتيجة لتكالب قوى الشر على ثورة أيلول العظيمة عبر مؤامرة خبيثة اقلمدولية مشتركة ضد طموحات شعب يأبى ان يعيش تحت وطئة الاحتلال ويسعى للعيش كسائر الشعوب بعز وكبرياء وكرامة ، ولدت ثورة كولان التقدمية من رحم تلك الانتكاسة لتزف بشائر انطلاق ثورة جديدة لاعادة ثقة الجماهير بنفسها وانطلاق شرارة النضال من جديد.

فما ان صدر البيان الاول لقيام الثورة حتى هبت الجماهير المتعطشة لتحرير الوطن المحتل من براثن البعث المقبور والوقوف خلف قيادتها الحكيمة الشجاعة المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكوردستاني لتنطلق مرحلة اخرى من مراحل النضال القومي من اجل الحرية والخلاص من العبودية والاستغلال.

لقد كانت لهذه الثورة العظيمة وقعا كبيرا ليس في نفوس الشعب الكوردي فحسب ، بل كانت املا للشعب العراقي باجمعه الذي كان يعاني من القهر والضيم وكبت الحريات في ظل نظام قمعي شوفيني عنصري.

ان شعار ثورة كولان المجيدة المتمثلة بالديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لشعب كوردستان جعل منها ثورة وطنية عراقية بامتياز لخلاص جميع المكونات العراقية من الظلم والاضطهاد الممنهج الذي مارسه البعث المباد ضد كل صوت وطني حر يريد ان يعيش بكرامة وعز على ارضه المعطاء،ما شجع جميع القوى السياسية الوطنية العراقية لدعم ثورة كولان والالتفاف حولها ومن ثم تشكيل جبه سياسية وعسكرية معها كجبهة الجود والجوقد التي تشكلتا بعد فترة قصيرة من انطلاق الثورة.

كما كانت للثقة الكبيرة للجماهير الكوردية والقوى الوطنية العراقية بقيادة ثورة كولان التي قادها الراحل ادريس بارزاني ومن ثم الرئيس مسعود بارزاني ورفاقهم الاخرين دورا كبيرا في انتشار قوات البيشمركة في المناطق الحدودية ومن ثم امتداد تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في القصبات والمدن الكوردية التي كانت تنتظر بلهفة وشوق بزوغ شمس الحرية من جديد.

توفركل هذه العناصر المهمة والحيوية دفعت بالثورة لتخلق واقعا سياسيا جديدا في كوردستان والعراق والشرق الاوسط برمته وانتهت بالانتفاضة الشعبية المباركة العارمة في عام 1991 التي ادت الى هزيمة النظام و انشاء كيان اقليم كوردستان الفدرالي الذي حظي بدعم دولي لاسقاط نظام البعث الى الابد وانهاء حقبة مظلمة من تاريخ العراق المعاصر.

ونحن نعيش فرحة انطلاق ثورة كولان المجيدة لايسعنا الا ان نتقدم باحر التهاني واصدق الامنيات لشعب كوردستان وبالاخص قيادة واعضاء وجماهير الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعلى رأسها الرئيس مسعود البارزاني.

كما ننتهز الفرصة لتقديم التحية والسلام لارواح شهدائنا الابرار الذين سقطوا على مذبح الحرية والدفاع عن القيم والمباديء الانسانية العليا وعلى رأسهم البارزاني الخالد وادريس بارزاني مهندس ثورة كولان المجيدة ، فتحية والف تحية لهذه الثورة المعطاء التي غيرت كل موازين القوى في الشرق الاوسط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here