أبو طالب خير عمّ.. في فكر السيد الأستاذ

أحمد الركـــــابي
………………..
إن مبدأ التدرج في التعامل مع الآخرين، والتدرج في دعوة الآخرين هو مبدأ ديني من جهة، ومبدأ عقلاني من جهة أخرى، فالدين الإسلامي دين عقل ومنطق وصواب.
فالذي يُعلن إسلامه لا يكون قد بلغ مرتبة اليقين، فهذه المرتبة لا ُيلقّاها إلاّ الذين صبروا ولا يُلقّاها إلاّ ذو حظ عظيم..
وبالتالي من يدخل إلى الإسلام يكون قلبه مملوء بالشكوك وبعد التمعن في الدين تزول هذه الشكوك تدريجيًا ويستقر الدين في قلبه.
والقانون الإسلامي لا يفرق بين من كان ظاهر الإسلام ومن كان قلبه مليء بالإيمان في إطلاق لفظ المسلم عليه فكلاهما سيان في إطلاق الإسلام عليه.
كان أبو طالب لا يعلن إيمانه حتى يتمكن من الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كمؤمن آل فرعون وأصحاب الكهف، وبتعبير الإمام الصادق عليهم السلام:
كتموا إيمانهم فأثابهم الله سبحانه مرتين ثواب الإيمان وثواب الكتمان.
أبو طالب :هو الشيخ الأبطحي المكي القرشي ,اسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن ندركه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
روى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام ) قال :لو وضع إيمان أبي طالب في كفة وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه ,ثم قال(عليه السلام)الم تعلموا إن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام)كان يأمر أن يحج عن عبد الله وعن
أبي طالب في حياته ,ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم.
وقد ضاعف هؤلاء الجُناة من هجماتهم التي تنضح بالحقد واللؤم ، وبالتعصب المقيت ، الذي لم يجدوا إلى إخفائه سبيلاً ، لأنهم يرون كيف أن الإسلام الحق المتمثل بأطروحة أهل البيت عليهم‌السلام ، ونهجهم القائم على التمسك بحبل ولايتهم ، والاعتقاد بإمامتهم ، يزيد تألقاً ، وسطوعاً ، وإشراقاً
في الواقع هذه هي مشاعره (صلى الله عليه وسلم ) مع قومٍ كذَّبوه وظاهروا عليه، فكيف بمشاعره مع أحد أقرب الناس إليه، ومع رجلٍ ضحَّى كثيرًا من أجله، ولم تكن علاقته به علاقة رجلٍ بعمِّه، إنَّما كانت علاقة ابن بارٍّ بوالدٍ رحيم؛ فأبو طالب هو الذي كَفَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة الجدِّ عبد المطلب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ عندها ثماني سنوات فقط؛ فهذه العلاقة الحميمة بينهما دامت دهرًا طويلًا زاد على أربعين سنة.
ومن الأمور المهمة التي ذكرها أصحاب المنهج الحق أنصار المهدي في إعطاء الصورة الحقيقية عن ألم فقد أبي طالب ( عليه السلام ) وهو كفيل النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهذا جزء من كلامهم الشريف جاء فيه :
((يا عام حزن قد تجدد فيك الألم، فقد المصطفى فيك خير عمّ، أبا طالب يشار له بالبنان، كفل النبي حينما فقد الحنان، التفّ حوله ماءً يروي الأغصان، سنده كافله حينما أنكره متّبعو الشيطان، ولد بفخرٍ عليًا فتى الإيمان.
يا حبيب الله، نواسيك بفقده ونواسي أهل البيت والصحب والأكوان، والمهدي خاتم الحجج مَن به تُفتح البلدان، ونعزي العالم المسلم بهذا الخطب لاسيّما علماءنا الأعلام، وفي مقدّمتهم السيد الأستاذ الصرخي صاحب الفصاحة والبيان.))
7 رمضان ذكرى وفاة أبي طالب (رضي الله عنه) عمّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here