البارتى و ضرورة التغيير

عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي
[email protected]
3/6/2018

من السنن الكونية المعتادة و المستمرة في كل لحظة هي التغيير الذي يولد الحماسة للعمل وتخطيط المستقبل و ان دل في خفاياها على مرور الايام و عمر الانسان و ان تغير الليل و النهار بظلامها و نورها الساطع و الفصول الاربعة بجمالها و حرها و طبيعتها الخلابة و برودتها تنطق بأن التغيير لا مفر منه ، و على المخلوقات (الانسان و الحيوان) ان تتكيف معها و مقاومتها من اجل الديمومة و هنا تلعب الارادة و الصلابة دورها و تكشف المعادن بين من يستسلم للواقع و من يقاوم حتى الصعود الى القمة و الاعلان عن الانتصار النهائي المؤقت الذي يتأكل بسبب التغيير ايضاً .
إن حب الانسان للتغيير ناجم عن طبيعته الفطرية التي خلقه الله و كذلك من اجل ان يرسم بحروف من ذهب اسمه في التاريخ و يقول للاجيال القادمة لقد كنت موجوداً و لا تزال الاثار قائمة و البصمات لا يمكن إزالتها بسهولة .
و بأعتبار الاحزاب السياسية جزءاً مهماً من المجتمعات الحالية على اختلاف افكارها و توجهاتها و مستوى ثقافتها فأنها لا يمكن تسلم من رياح التغيير و لا يمكن ان تكون جامدة و لا تعرف التغيير في فلسفتها ، لذا فأنها بعد كل انتصار او اخفاق تلجأ الى اجراء التغييرات سواء في الهيكل التنظيمي للحزب او الوجوه عن طريق عقد المؤتمرات او الاجتماعات الموسعة او الهيئات العليا كل حسب ما نظم نفسه .
ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني صاحب اكثر من سبعة عقود من النضال الدؤوب من اجل حقوق الشعب الكوردستاني و رفع الظلم و الاضطهاد و منع ممارسة العنف معه من قبل الانظمة العراقية الحاكمة كانت تأسيسها ضرورة واستجابة لمتطلبات تلك الفترة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و نمو الحس القومي و ارتبط وجود الكورد و الحركة التحررية الكوردستانية بأسمها بل انها كان العنوان و الهوية و رمزاً للبناء الديمقراطي و حامياً لحقوق الاقليات و سهماً في خاصرة و عيون كل من يقف بالضد من حقوق الشعب الكوردستاني .
هذا الحزب حقق من المنجزات ما لا يحصى و شهد من الاخفاقات و المؤامرات العديد و لا تزال و لكنها تزداد صلابة في الارادة و الحماسة نحو العلا و المزيد من الانتصارات .
لقد حقق انتصاراً باهراً في الانتخابات العراقية الاخيرة لمجلس النواب في 12/5/2018 بالحصول على (25) مقعداً رغم الظروف و المقاطعة ، بل كان الحزب الاول على مستوى العراق تحقق هذا الفوز .
تتناقل وسائل الاعلام التابعة لها و غيرها بأنها ستجري تغييرات بين مسؤولي الفروع و اللجان المحلية و المكاتب و ممثلياتها وسط رغبة كبيرة بين انصارها بضرورة اجراء مثل هذه التغييرات و عليه فأننا نرى :-
ضرورة ان لا تكون هذه التغييرات مجرد استبدال بين هذا المسؤول و غيره لانها لا تأتي إلا باليأس و قتل الحماسة و طمر الكفاءات تحت مسميات النقد الذاتي البناء بأختصار ان لا تكون من سمات هذا البرنامج تغيير الوجود بين (زيد و عبيد) .
ان تسليم مهام المسؤولية الى عناصر شابة و وجوه جديدة تعني حب و تطلع الحزب الديمقراطي الى التجدد و مسايرة التطورات و حاجة المرحلة و انها تملك من العناصر الشابة مالا يعد وقد لعبت دورها كلما سنحت لها الفرصة و هذا لا يعني بالضرورة ان من سبقوهم لم يلعبوا ادوارهم في العمل و تطبيق نهج البارتى . و يعد هذا مطلباً جماهيرياً لانها باتت تسخر منهم .
ان التغييرات لا تعني باي شكل الخروج عن النهج المرسوم للحزب في خدمة الشعب الكوردستاني و انما تدل على بث الروح المعنوية الجديدة للنهج و الاستراتيجية القادمة وربما يكون المسؤول الجديد اكثر تفهماً و استعاباً لخفايا و متطلبات المرحلة القادمة خاصة ان اقليم كوردستان مقبل على اجراء انتخابات برلمانها و مجالس المحافظات فلابد من الجديد للمزيد من الانتصارات و المنجزات .
نرى بأن قيادة الحزب الحكيمة تدرك ضرورة مثل هذه التغييرات بحلة جديدة ، لأن القادم ان لم يكن اصعب من سابقتها فأنها لا تقل عنها في المعطيات و المؤامرات و الصعوبات .. وكلنا امل ان البارتى سيأتي بجديد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here