تطبيع عودة الخنجر

عدنان ابوزيد

على رغم نفي تحالف الفتح لأي لقاء بين زعيم التحالف الفتح، هادي العامري، و خميس الخنجر، تتوالى وسائل اعلام، التحشيد لرجاحة الحدث، وتثبيته بدلا من تكذيبه في محاولة واضحة، لتطبيع وجود الخنجر في بغداد، وجعل الرأي العام مستوعبا لاحتمالات لقاءه مع قوى وطنية، لاسيما الشيعية منها.

ومنذ أيام، تروّج فضائية الفلوجة الممولة من الخنجر، عن لقاءاته مع زعامات شيعية، على رغم نفي هذه الزعامات لأية محادثات معه.

في ذات الوقت راح الجيش الالكتروني للخنجر، ينشر الاخبار والتدوينات والتغريدات، بأسماء نخب سياسية شيعية، لتوضيب البيئة المناسبة، مثل التغريدة المزعومة لأمين عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، التي يبرر فيها لقاء هادي العامري باعتباره “خطوة لتوحيد الصف”، الامر الذي نفته العصائب.

..

وصول الخنجر الى بغداد هو نتيجة لتداعيات نتائج انتخابات باتت موضع شك لدى كثيرين، وفي المناطق السنية فان دلائل المال السياسي كانت واضحة في التصويت لصالحه.

لم يزر الخنجر بغداد بدعوة من جهات حكومية. فضلا عن ذلك فان الخنجر المرتبط بملفات إشكالية، تتعلق بالفتنة الطائفية والحرب المذهبية وأجندة داعش، تخلو هيئات العدل العراقية من اية تهمة ضده بحسب خبراء قانونيين، ابرزهم طارق حرب في تصريح لـ “المسلة، ما يكشف التقصير حتى على مستوى المواطن في عدم رفع دعاوى قضائية ضده.

على القوى السنية وأبرزها أسامة النجيفي وسليم الجبوري، مراعاة مشاعر العراقيين، وأن يفرّقا بين الذين قاتلوا مع الدولة دفاعا عن الأرض، وبين آخرين وقفوا في الجبهة المقابلة، ذلك ان ترويجكم للخنجر، وتجوالكم معه، في مشاهد بدت وكأنكم تنتظرون وصوله وتستمعون الى أوامره، سوف يجعلكم لاحقا من ضحاياه، لاسيما وانه تمكّن منكم بانتزاعه الكثير من الأصوات، لحسابه.

أما الزعماء الشيعة، فلم يعد كفيّا، نفي خبر اللقاء به، بل يجب الإعلان عن التمنّع عن أي لقاء به في المستقبل، -اذا كنتم تريدون ذلك-، فعلا، اجتنابا للخلط، الذي يستفيد منه الخنجر في التأهيل.

الخلاصة، ان المواطن العراقي، يشاء الشفافية، في المسائل “الساخنة” مثل “عودة الخنجر”، وان تعلن المصادر المعنية، ظروف عودته وأسبابها، لكي لا يذهب المواطن بعيدا في الخيالات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here