لماذا علي بن ابي طالب “عليه السلام”؟

دون الصحابة , دانت له القلوب , وتفتحت له الالباب , وحطم اسوار العقول , وبنيت حوله المباني , وتعددت حوله الطرق , وتغيرت نحوه الاحوال , واختلفت فيه الاقوال , وشرعت فيه المذاهب , حتى تعددت وتفرقت , ونمت واختلفت , فكانت على سبيل المثال : الاثني عشرية , الزيدية , الثلاث عشرية , السميطية , الفطحية , الناوسية , النفيسية , الواقفية , البترية , الحروفية , الخطابية , الذمية , الغلاة , القرامطة , الجنينيون , السبعية , الجارودية , السبئية , الهاشمية , المختارية , الاسماعيلية , الكيسانية , الاحسائية (الاوحديون) , الغرابية , العلوية (النصيرية) , العلوية (العلاهية) , اليزدانية , اليارسانية , الصوفية (بجميع طرقها) , الدروز (الموحدون) , وفرعا من الزرادشتية وأخيراً وليس أخراً البهرة (الهند).
الجدير بالملاحظة ايضاً , ان علي بن ابي طالب “عليه السلام” هو الوحيد من دون الصحابة يلعن جهاراً ومن على المنابر على طول خط الامارة الاموية , حتى حكم عمر بن عبدالعزيز فرفع اللعن عنه “عليه السلام”.
ليس الطوائف الدينية فقط , بل حتى التيارات السياسية والفكرية توقفت لدى اعتابه “عليه السلام” بالحيرة والذهول , وربما اختاره الشيوعيون بوصفهم اياه “عليه السلام” بـ (الشيوعي الاول) .
لم علي بن ابي طالب “عليه السلام” ولم يكن شخصاً اخر من الصحابة؟! , يقال له “عليه السلام” و “كرم الله وجهه” و “رضي الله عنه” , بينما يقال لجميع الصحابة “رضي الله عنه ” فقط .
ولماذا علي “عليه السلام” وليس غيره بلغ درجة التأليه ؟ , فغالت بعض الفرق ونصبته إلهاً (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , وحاشاه “عليه السلام”) .
ولماذا علي “عليه السلام” وليس غيره احداً من الصحابة نصبت له العداوة والاحقاد والبغض والكراهية ؟! , في الكفة الاخرى المقابلة لكفة المحبين والمغالين .
علي بن ابي طالب “عليه السلام” يفصح عن ذاته بذاته , ويعرف عن نفسه بنفسه, ولا يعرف عنه سواه .

حيدر الحدراوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here